أول حديث صحفى لى كان مع الدكتور أحمد عبدالعاطى ونشر على موقع كل الطلبة
الدكتور أحمد عبدالعاطى هو أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين الذين أحيلوا للمحاكمة العسكرية وحكم عليه بخمس سنوات سجن غيابيا وهو الآن خارج مصر ، صيدلى ناجح وأحد كوادر صناعة الدواء المصرية وأحد القيادات الطلابية بجامعة الزقازيق "1988 -1993" وهو من مواليد محافظة الشرقية عام 1970 .موقع كل الطلبة التقى أبوعمر د.أحمد عبدالعاطى وكان لنا معه هذا الحديث :
*فى البداية دكتور أحمد نود من حضرتكم التعرف على قصة محاكمتك عسكريا؟
قصة المحاكمة العسكرية الغيابية التي تعرضت لها مع ثلة من خيرة الإخوان هي ملحمة في الظلم والطغيان والتجبر والاستبداد والعصف بالشعب المصري وتوصيف دقيق للحالة المتردية التي وصل لها نظام الحكم في مصر باقصاء كل فصائل المعارضة الشريفة وافساح المجال للفاسدين للمزيد من امتصاص دماء الشعب المطحون.المحاكمة التي فوجئت بها في بداية عام 2007 وأنا في رحلة عمل خارج مصر كانت مفاجأة لكنها متوقعة في بلد كمصر لا يحترم القانون ولا الدستور ولا حقوق الإنسان بشهادة العديد من المنظمات الدولية ولعل الأحداث خلال العامين الأخيرين خير شاهد علي ذلكلو أنك تتحدث عن محاكمتي شخصيا فأنا لم أتعرض لمحاكمة ولا حتي تحقيق نيابة ولا توجد لدي أحراز ولكن كل تهمتي اني شريك مع بعض الإخوة الأفاضل في شركة مساهمة مصرية قانونية لتجارة الأدوية اسمها حياة
*ما علاقتكم بشركة حياة ولماذا تم مصادرة أموال الشركة وما هى علاقتكم التجارية والشخصية مع م. خيرت الشاطر ؟
حياة هي مشرو ع المستقبل الذي اردنا أن نضع فيه خبراتنا عبر 15 عام في مجال حيوي كصناعة الدواء ولكن أبي الفاسدون دون اتمامهأما علاقتي بالمهندس خيرت فهي علاقة الابن بوالده والصديق بصديقه قبل أن تكون علاقة شراكة في عمل تجاري وعلي كل الأصعدة فأنا أفخر بمعرفة هذا الرمز من رموز الأمة الذي قلما تجود الدنيا به وهذا سر من أسرار تغييبه في هذه المرحلة الحرجة من عمر مصر والامة بأسرها
* عندما صدر الحكم تم وصفكم بالهارب فما تعليقك ؟
لا تعليق غير أن من يلفق القضايا ويصدر الأحكام المسبقة يمكن أن يروج ما يشاء من الأكاذيب , فأنا لم أكن موجودا بمصر أصلا قبل القضية بستة أشهر حتي اهرب؟؟!
* هل من الممكن أن ترجع إلى مصر وما هو مستقبل القضية؟
طبعا الرجوع إلي مصر حتمي إن شاء الله لكن عندما تكون الظروف مواتية. ومستقبل القضية بيد اللهفلو عاد النظام إلي رشده – ولا اظنه يفعل – لأنهي هذه الخصومة وفض القضية واعتذر لنا وفتح صفحة جديدة مع الإخوان وتمترس بهم لمصلحة مصر العليا , أما إذا استمر في غيه وبطشه وإغراقه لسفينة الوطن وفي ظل أن القضية تنظر خلال أيام أمام الاستئناف فمتوقع أن يجمل نفسه ويخفف الأحكام عن البعض ليضفي شرعية علي الدرجة الثانية للمحاكم غير الشرعية للمدنيين المسماة بالعسكرية وذلك في سابقة هي الاولي من نوعها .
* برأيك هل أثرت المحاكمات العسكرية على الإخوان ؟
نعم أثرت إيجابا وسلبا : إيجابا بمزيد من الالتفاف الجماهيري والتمايز المجتمعي وفضح لفساد النظام ,وعلي مستوي الصف الداخلي بالتنقية والتمحيص والتربية والاصطفاف خلف القيادة ومشروعنا الإسلامي الضخمأما سلبا فبغياب أي فرد من الإخوان يتأثر الإخوان نفسيا ناهيك أن يكون هؤلاء من القيادات المؤثرة والعمل أيضا يتأثر لكن سرعان ما يتعافي ويفرز من يحمل الراية ويكمل المسيرة , أما الأسر المضارة فهي المأساة الكبري بغياب عائلها ولكن حسبهم أنهم شركاء الأجر والطريق وأيام وتصبح هذه الآلام ذكري بإذن الله.من جانب آخر هناك أثر سلبي ضخم علي الإقتصاد المصري فغلق الشركات وزيادة البطالة وضرب الاقتصاد يعطي مؤشرات سلبية للمستثمرين المحليين والأجانب غير آلاف الأسر ورؤوس الأموال التي أضيرت من جراء هذا الاستهتار والظلم.
*-دكتور أحمد حضرتك كنت من القيادات الطلابية فى جامعة الزقازيق فماذا عن مرحلة الجامعة عندكم ؟
أيامنا في الجامعة ( 88-93) كانت من أخصب فترات العمل الإسلامي رغم أن مرحلة تأميم الاتحادات الطلابية كانت علي أشدها إلا أن أسر النشاط والجمعيات كانت نشطة وفعالة وكان التدخل الأمني ما زال ناعما مقارنة بما نراه الآن.لكن المشترك في المرحلتين كبير وهو الصحوة الاسلامية والإقبال من الشباب علي الالتزام والمشاركة في الأنشطة ونظرة الاحترام التي يحظي بها طلاب الإخوان من عموم أساتذتهم وزملائهم رغم حملات التشويه والتضييق.
* ما هو الفرق بين العمل الإسلامى فى الجامعة أيامكم والآن؟
الفرق القائم في الوسائل والآليات فالآن الأمور أكثر تطورا وابهارا والتواصل مع الناس بات سهلا من خلال شبكة المعلومات والجوال وغيرها من وسائل الاتصال المتقدمة , لكن توجهات العمل ومحاوره الرئيسة وضوابطه موجودة مع تعديلات طفيفة حسب علمي الآن.و كما أن هناك إبداع من الملتزمين في نشر الفضيلة وتوسيع رقعة الملتزمين بالإسلام فهناك الآن أيضا تفنن في الإضلال والإغواءفالتدافع بين الحق والباطل قائم ، والنهاية محسومة في الدنيا والآخرة لأصحاب المشروع الإسلامي الصحيح .
* ما رأيكم فى شطب طلاب الإخوان من انتخابات اتحاد الطلاب وهل من رأيك أن يترشح الإخوان فى الأعوام القادمة أم لا ؟طبعا الشطب جريمة إنسانية يعاقب عليها القانون المصري والدولي لكنه بات سلوك النظام منذ بداية التسعينات للآن لتكريس حالة الانسداد السياسي وقصر النشاط والنهب علي أتباعه من الطلاب المستهترين ولقد نجح النظام في تكريس سياسته وتعويد الناس عليها ليألفوا استبعاد وشطب واعتقال الطلاب في موسم الانتخابات وهو ما يجب أن نحذره ويجب ان ينتبه طلاب الإخوان أن الأمر أعمق من مقاطعة الانتخابات لكنه منهج وتربية يرسخها فساد النظام بأن يجعل الناس تستقبل التزوير والإفساد وتعتاد عليه ولا تتألم له أو تعمل علي تغييره .لذا أري وجوب دوام المشاركة حتي وان كان الشطب مضمون لتظل القضية حية وثقافة الانتخاب موجودة ولا يخرج جيل مغيب عن حقوقه ويظل ظلم الظالمين بينا للعيان أما حجم وشكل المشاركة فهي متروكة لواقع كل مكان وللمسئولين عن العمل فيه .
*أبوعمر هناك مشكلة يواجهها الطالب فى الجامعة وهى كيفية التوفيق بين التوفق الدراسى والنشاط فى الجامعة؟ هذه المشكلة أزلية ودوام الشكوي منها مرجعه إلي عدة عوامل من وجهة نظري:انشغال عدد كبير من طلاب النشاط عموما بالنشاط الجامعي واهمالهم للمذاكرة والانتظام في الحضوربعض الطلاب من غير المتحمسين للتفوق يري في انشغاله بالنشاط سببا مقنعا لتبرير عدم تفوقههناك بعض الطلاب يتغير استيعابه وتفوقه بمجرد الالتحاق بالجامعة ولا دخل للأنشطه في ذلك ولكنها عوامل أخريقليل من الطلاب يتفوق ولكن تحول الإدارات الأمنية دون ترجمة تفوقه إلي مناصب وأماكن تليق بتفوقه كثير من الطلاب يزهد ويعف عن مهمة التفوق تحت دعوي عدم جدواه لواقع البطالة وسوء الأحوال المعيشية للجميع وعدم تكريم الدولة واهتمامها بالبحث العلمي والمتفوقين فيصبح الأمر لديه سواء .وهذه العوامل كاملة لا أراها سببا مقنعا لعملية الإهمال والتخلف التي يعاني منها الطلاب والتي تصل لرسوبهم أحيانا ، وهي إن جازت في حق عموم الطلاب فلا تجوز في حق الملتزمين منهم وفي مقدمتهم طلاب الإخوان لأننا نتعبد إلي الله بالاتقان والتفوق ونحرص علي عكس صورة متميزة للمسلم الناجح كاثبات للذات ودعوة للغير بغض النظر عن الفرص المتاحة للعمل أو التكريم ولنضع أمامنا قول الله تعالي ( إن الله لا يضيع أجر المحسنين)
*كلمة أخيرة ؟
أقول لإخواني وأخواتي الطلاب: اصبروا وصابروا وابذلوا وأتقنوا والله معكم ولن يتركم أعمالكم والنصر قادم وما هو منا ببعيد ولا تضيعوا أجمل زهرات العمر في لهو أو عبث فلن تمر عليكم مرحلة أخصب ولا أنقي ولا أوفر وقتا وصحة ونشاطا من مرحلة الجامعةوأقول للمسئولين في بلادنا : اتقوا الله في الشباب فهم مستقبل بلادنا ويحتاجون إلي جميل رعايتكم وخبراتكم .
هناك تعليق واحد:
رائع جميل
إلى الأمام دوما
إرسال تعليق