الجزارة الدولية لتقسيم السودان

الجزارة الدولية لتقسيم السودان

الأخبار

الأحد، نوفمبر ٢١، ٢٠١٠

الذكرى الرابعة لوفاة الداعية السياسي الربانى د. حسن الحيوان


يأتى علينا يوم 18 نوفمبر من كل عام فنتذكر الداعية والمحاضر والسياسي والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين أ.د. حسن الحيوان – رحمه الله - .
ولد د.حسن الحيوان في عام 1959 م في قرية الروضة مركز فاقوس محافظة الشرقية ووالده هو الكاتب الصحفي الراحل أ. محمد الحيوان، انضم للإخوان المسلمين في مرحلة مبكرة من عمره ، كان أحد النابغين والمتفوقين دراسياً مما أهله ليلتحق لكلية الطب جامعة الزقازيق ، وفي الجامعة كان أحد رموز طلاب الإخوان ولم يمنعه عمله الدعوى من تفوقه الدراسي حتى صار أستاذا للصدر بطب الزقازيق، وكان نابغاً أيضاً في عمله كطبيب للصدر، وعمله النقابي المتميز في نقابة الأطباء بالشرقية .
الإعتقال والظلم
وفي انتخابات مجلس الشعب 2005 رشح الإخوان د. فريد إسماعيل في دائرة فاقوس الأولى ود. أمجد عبد العزيز بدائرة فاقوس الثانية ويومها أقسم المدعو حسام حجازى - ضابط أمن الدولة بفاقوس- بأن نجاح الإخوان في فاقوس سيكون على جثته، وخذله الله ونجح د. فريد ، فأراد أن ينتقم من الإخوان فلفق قضية للدكتور حسن الحيوان بحيازة 400 سلاح آلى !! وتم نشر الخبر على شريط أخبار القناة الأولى بأنه جارى البحث عن المتهم الهارب حسن الحيوان بينما كان د. حسن يجرى لقاء مباشر على فضائية الحرة يوم الإنتخابات في جولة الإعادة.
وتم اعتقال زوجه أ. لمياء عبدالعال يوم 16/12/2005م لمساومته على تسليم نفسه حيث تم احتجازه في 17/12/2005 م وكان يتم تجديد حبسه كل 15 يوم ومكث في سجن مزرعة طرة 4 شهور حبس انفرادى، وبعد أن حصل على حكم البراءة يوم 12/6/2006م أعادوا اعتقاله مرة أخرى وتم نشر تحقيق في الأهرام قال فيه حبيب العادلى - وزير الداخلية - أن د. حسن لم يحاكم ولم يحصل على براءة وتوعد العادلى د. حسن الحيوان.
افرج عن د. حسن يوم 18/9/2006 م ووصل منزله وباشر عمله، لتعود قوات الأمن والمباحث بخطفه مرة أخرى من عيادته بفاقوس يوم 17/10/2006 م ليقضى إعتقال جديد لمدة شهر تقريبا وخرج د. حسن يوم 14/11/2006 م وفي يوم السبت ذهب لمكتب الإرشاد وقابل فضيلة الأستاذ المرشد السابق محمد مهدى عاكف والإخوان أعضاء مكتب الإرشاد ورجع إلى فاقوس في نفس اليوم وكان صائماً آخر يوم له في الأيام الستة من شهر شوال.
الوفاة
وتحكى زوجه أ. لمياء محمد عبدالعال عن لحظة وفاته فتقول " رتبت الصالة وأتيت له بالعشاء وكان يتفرج على برنامج على المحور " فاروق حسنى " كان يتكلم عن الحجاب، قلتله ما تخش تنام وتسيبك من الراجل ده لحسن كلامه ينرفز ويثير الاعصاب قالى لأ عايز أسمعه .. وما كانش في أى شكوى أو وجع خالص ، فالمهم دخلنا نمنا فهو دخل الاول وأنا دخلت بعده ، نام على جنبه الايمن وقالى قولى دعاء النوم ... تصبحى على خير ...... .
وبعدها بحوالى ساعة بالظبط قمت من نومى مرة واحدة كده مفزوعة مش عارفة ليه .. فرفعت البطانية " هو طبعا كان نايم " وقعدت أقول : ( يا حسن .. يا حسن .. يا حسن .. ) لكن مفيش فايدة ، مع إن ما كانش فيه أى أعراض ولا أى حاجة حتى ، فإتصلت بالدكتور أمجد عبد العزيز وجه في ثانية " كان ساعتها حسن لسه فيه نفس " .. والدكتور أمجد طبعاً عمل محاولات كتيرة وكان جايب دكتور قلب لكن خلاص بقى ... حتى الدكتور قعد يسأل : هو إشتكى من حاجة .. !! ولا قال حاجة .. !! ولا قال حاسس بشكة .. !! والله ولا حتى صحانى أبدا !
الحمد لله على قضاء ربنا في الأول وفي الآخر، والحمد لله إنه مات في البيت لأنه كان إحتمال قضيته تتأجل .. ولو حصل لا قدر الله ومات جوه السجن .. طبعاً كانت هتبقى مشكلة ومشكلة جامدة كمان .. فالحمد لله إن ربنا حماه لغاية آخر لحظة.
قالوا عنه
وقد قال عنه د. أمجد عبد العزيز - أحد قيادات إخوان الشرقية - أثناء فترة اعتقاله " لقد عرفت الدكتور حسن الحيوان منذ 28 سنة، فلقد عرفنا الإخوان معًا، ونحن في فترةِ الثانويةِ العامة، وكان يكبرنُي بسنةٍ واحدة، والدكتور حسن نموذجٌ نادرًا ما تجد مثله على أرض مصر، حيث تجسدت فيه أخلاق الإسلام الكريمة فعلى المستوى الأخلاقي كان شديدَ الحياء، يذكرك بوصف النبي صلى الله عليه وسلم .. كان أشد حياءً من المرأة في خدرها، كريمًا في تعاملاته، يحب الناس، ويحبه كل من رآه وسمع عنه، وعلى المستوى العلمي كان الدكتور حسن منذ صغره يحصل على المرتبة الأولى، فهو شخصية منظمة التفكير مثقف الفكر، ودائمًا ما يأتي بالجديد سواء في مجال الطب أو في أي مجال من مجالات الحياة والعلوم والسياسة، ويستطيع أي شخص أن يلمح ذلك في كتاباته ومقالاته العلمية والسياسية، أما على المستوى الاجتماعي وعلاقاته بالآخرين، حتى وإن كانوا ممن يخالفونه الرأي، فإن الدكتور حسن يضرب المثل في سموِّ أخلاقه، وكان يطرح في حوارته رؤيةً فكريةً وعقليةً، ونادرًا ما تجد من شباب مصر من يتعامل مع القضايا باتساع وعمق مثل الدكتور حسن الحيوان، حتى إنه يفرض على مخالفيه أن يحترموه ويجلوه.. إنه من الرموز الإخوانية التي نفخر ونحن نقدمها لمصر ولشعبها الطيب " .
وأوضح الكاتب الإسلامى وليد شلبى في حديثه عن د. حسن بأنه ضرب مثالاً رائعًا في حياته (القصيرة وقتًا والكبيرة عطاءً) لنموذجَين يندُر تواجدُهما في عصرنا هذا، الداعية الذي يعطي من نفسه القدوة الصالحة قولاً وعملاً، سلوكًَا وتطبيقًا، وما احتكَّ به وتعامَل معه أحدٌ إلا وشعر بصدقه وإخلاصه وتفانيه وتجميعه للقلوب قبل الأجساد على كلمة الحق وعلى ثوابت الإسلام والبُعد عن مناطق الخلاف والاختلاف، وتعاليه وتعاظمه على سفاسف الأمور وتفاهاتها.
وقد أكد د. محيى حامد – عضو مكتب الإرشاد - أن د. حسن الحيوان كان أنموذجاً حياً للفرد المسلم فقد شهد له الجميع بمتانة الخلق كما كان صحابة ثقافة وفكر وقد كان دقيقاً ومنظماً في كل شئونه ، ولقد كانت أجندة مواعيده مكتظة ولكن في نفس الوقت وفيًّا لعهده ووعده فلم يتخلف إلا لظرفٍ قهري، وكان أيضًا حريصًا على الاستفادةِ من جميع وقته بأفضل صورةٍ وأحسنِ وجه.
ويتابع د. محيي عنه " ومثلما كان نموذجًا للفرد المسلم القدوة فقد كان أيضًا نموذجًا للداعية والمربي القدوة الذي يتحرك بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يُبالي بما يلقاه فهو الصابر والمحتسب المحب لدعوته المجاهد في سبيلها، ولقد شارك في كثيرٍ من الندوات والمؤتمرات، وكان له دورٌ بارزٌ في مجالاتِ الدعوة المختلفة يشرح دعوة الإسلام ويطرح الرؤية الصحيحة والمنهج الواضح لهذه الدعوة المباركة في مجالات الإصلاح المتعددة، وكان حريصًا على أن يجالس الإخوان كبيرهم وصغيرهم رجالاً ونساء ويعمل على حسن توجيهم وتربيتهم مما كان له عظيم الأثر في نفوسهم جميعًا ".
وتابع د. محيي " رغم قصر الفترة التي عمل بها في المجال السياسي إلا أنه تميَّز بموهبةٍ بارزةٍ في هذا المجال، وكان له فكره ورؤيته السياسية الواضحة واستطاع بتوفيقٍ من الله عزَّ وجل ، ثم عمله المتواصل أن يكون من أبرز رموز العمل السياسي والقائمين على إدارته وصاحب تجربة متميزة في هذا المجال، كما ويشهد له جميع أحبائه بذلك، فكان مثالاً رائعًا للقائدِ القدوة صاحب الحكمة والرأي السديد، وكان لديه القدرة وعظيم التأثير في كلِّ مَن حوله بالحبِّ أولاً ثم بالإقناع والبرهان ثانيًا ثم بالاحترامِ والتقدير والتواضع لإخوانه ثالثًا، ولهذا كان نموذجًا مثاليًا للإدارةِ الناجحة بالحبِّ والإقناع معًا، لم يختلف معه أحدٌ ولم يغضب منه أحد، بل الحب والتقدير والحرص الجميل علي العمل معه " .
ويجزم د. أحمد عبد العاطي - أحد المحالين للمحاكمة العسكرية الأخيرة وممن تربوا على يد د. حسن - أن الأمة كلها وفي القلب منها دعوة الإخوان أفتقدت د. حسن الحيوان فهو ركيزة ضخمة من طراز فريد .
وأشار أحد إخوانه إلى أن د. حسن كان يشرح لهم كتاب الظلال وهو في المرحلة الثانوية وكان يلقى حباً كبيراً من جميع أبناء فاقوس ومن دقته كان الخميس الأول من كل شهر الساعة العاشرة موعداً للحلاقة، وفي أحد الأوقات كان د. حسن هو طبيب الصدر الوحيد في 7 مراكز بالشرقية ومع ذلك كان يغلق عيادته ويذهب لحضور لقاءاته الدعوية وبعد خروجه من المعتقل قرر غلق العيادة الإثنين والخميس ليتفرغ لدعوته، ويوم عرسه أخبر زوجه أنه متزوج بأخرى فسألته من هي ؟ فقال لها الدعوة فقالت فهي السيدة وأنا الخادمة.
جنازة مهيبة
وشيع جنازته 20 ألفاً من أبناء الشرقية والإخوان بمصر في مسقط رأسه قرية الروضة بفاقوس وصلى عليه الأستاذ المرشد مهدى عاكف وكان على رأس الحضور الحاج سعد لاشين، الحاج عبد العزيز عبد القادر، د. محيى حامد، د. رشاد البيومى ، د. جمال عبد الهادى، الشيخ السيد عسكر، أ. جمعة أمين، د.جمال حشمت، د. فريد إسماعيل ولفيف من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب وقيادات ورموز الإخوان بالشرقية ومحافظات مصر.

ليست هناك تعليقات: