بقلم م. فتحي شهاب الدين
يُحكى أن عقربًا أراد أن يعبر النهر من ضفةٍ إلى الضفة الأخرى، وحيث إنه لا يجيد السباحة فقد التمس العون من الضفدع وقال لها: هل تساعدينني على عبور النهر إلى الضفة الأخرى؟!
قالت الضفدع: ومَن يضمن لي ألا تلدغني ونحن في وسط النهر، قال العقرب: الضمان الوحيد هو أنني إذا لدغتك ستموتين أنت كما أموت أنا.
وسُحرت الضفدع بمنطق العقرب ووافقت على حمله على ظهرها، وعندما وصل الاثنان إلى منتصف النهر تحرَّك العقرب ولدغ الضفدع.. وعندما كان الاثنان يغرقان في النهر تطلَّعت الضفدع بعين دامعة إلى العقرب وسألته: لماذا فعلت ذلك؟! فأجابها: إنه الطبع، والطبع كما تعرفين غلاَّب.
ونستعيد هذه القصة الرمزية في هذا المقال، مع تعديل لطبيعة "العقارب" و"الضفادع"، فالعقارب الغدَّارة القاتلة هي التي تستخدم أو تستحمر "الضفادع الغبية" العميلة في جميع بقاع العالم، والتي تقبع تحت البردعة "الصهيوأمريكية"، لكنَّ العقارب في هذا المقال لا تغرق في معظم الأحوال، فهي عقارب برمائية ولها ريش أيضًا، إنها تستطيع أن تُغرق الضفادع ثم تعبر النهر أو المستنقع، سابحةً أو طائرةً، بعد أن تستنفد فترة الركوب محتفظة في ذنبها بسمٍّ يتجدد لتلدغ به مسلسل "الضفادع الغبية" في سلسلة الدائرة الجهنمية الصهيوأمريكية.
إن "العقرب" لدغ الضفدع" وهي في منتصف النهر؛ لا لشيء إلا أنه لم يعد يحتمل الانتظار مدة أطول!!! فغباء "الضفدع" كان في تجاهلها الحقيقة!.
وحقائق كثيرة تضيع في عالمنا العربي أو في شرقنا الأوسط حسب ما يسموننا، ولا يتعظ كثيرون من تكرار أحداث مماثلة بنفس الأنماط ونفس الحالات وقد خلت من قبلهم المثلات!!.
فإلى أبناء تونس "الخضراء" وجزائر "المليون شهيد" نحذرهم في هذا المقال من مغبَّة استفراد واستحواذ المجموعة العلمانية بالحكم عن طريق الخديعة والالتفاف، نحذِّرهم من لابسي الأقنعة الثورية والتي يخفون وراءها العلاقة الوثيقة مع الأمريكان والصهاينة، نحذِّرهم أيضًا من استبعاد الإسلاميين من أبناء الوطن؛ بحجَّة أن الغرب لا يسمح بذلك، فهذا حقٌّ يُراد به باطل، والوطن يحتاج الجميع، وهذه فرصة لجمع أبناء الوطن ولمِّ شمل الفرقاء، فالسفينة لن تسير إلا بالجميع.
وليأذن لي القارئ أن نتجول في سياحة قصيرة لما حدث لـ"تونس" التي تم أسرها- كغيرها- من البلاد العربية، من دولة الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى؛ لتنشأ في أحضان العلمانية والماسون والصهاينة.
ومن كاميرا الفيلسوف المسلم "مالك بن نبي" ننقل هذه الصورة التي توضح كيفية إعداد "بورقبيه" عضو المحفل الماسوني الفرنسي "الشرق الكبير" منذ أن كان طالبًا يدرس في باريس كزعيم ولحزبه كمؤسسة تتولى توجيه البلاد على أسس من اللادينية والتغريب، "فحدث على إثر عودة الطلبة التونسيين ارتفاع في درجة الإضراب السياسي بتونس؛ كان نتيجته أن الشيخ "الثعالبي" احتفظ بقيادة حزب الدستور وتولى "بورقيبة" أمر جناح الحركة الوطنية تحت اسم "الدستور الجديد".
وعندما أصبحت تونس على وشك الاستقلال كان على فرنسا الاختيار بين "بورقيبة" والشيخ "الثعالبي" كي تسلمه مفاتيح القلعة، وحيث إن الثاني كان سيرفع راية الإسلام والأول كان سيجعلها قلعةً علمانية، فكان أن تم تسليم المفاتيح إلى الحزب العلماني، وضاع جهاد العلماء على مدى ربع قرن من الجهاد والاستعداد.
وقصة تونس بعد ذلك مع "بورقيبة" أو "المجاهد الأكبر" معروفة للجميع، وما فعله بالإسلام والمسلمين غير خافٍ على أحد، واستمر "بورقيبة" في حكم تونس للدرجة التي كان يبول فيها على نفسه وقد اقترب من التسعين، فكان أن صدرت الأوامر من فرنسا لتسليم مفاتيح القلعة لـ"بن علي" وزير الداخلية آن ذاك.
وفي الجزائر كانت الحركة الإسلامية على أشدِّها بقيادة الشيخ العالم "بن باديس"، وهي التي استخلصت "الذات" الجزائرية من "مغارة" المعدة الفرنسية التي أوشكت على هضم كل مقومات الوجود الجزائري على مدى مائة واثنين وثلاثين عامًا، وحين أوشكت الجزائر على نيل استقلالها، وحان وقت تسليم المفاتيح كان الاتجاه "لفرحات عباس" الماسوني، رئيس اتحادية النواب، والذي كتب مقالاً في جريدة "اتحادية النواب" بعنوان "أنا فرنسا" هكذا في عري صريح!!؛ أي "أنا فرنسا" الفكر والذوق والوجدان والتوجهات والانتماء.
وتقوم بعد ذلك جمهورية "بن بيلا"، وكان أول عمل قام به هو حلُّ "جبهة العلماء" ثم ينقلب عليه وزير دفاعه "هواري بومدين" عام 1965م، ويتولى السلطة، والغريب أن يكون آخر ما قرأه وهو على فراش الموت رسائل اليهودي "هنري كوريل" مؤسس الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) في مصر!!.
ثم يتولى "الشاذلي بن جديد" الحكم عام 1982م، وكان آخر حديث له هو تصريحه لمندوب إذاعة صوت أمريكا في 12 أبريل 1985م: "إن الأصولية الإسلامية ليست مطروحةً الآن في الجزائر"!!، وهكذا سُرقت ثورة المليون شهيد.
فإلى إخوتنا في تونس "الخضراء".. انتبهوا جيدًا للعقرب الصهيوني الأمريكي الذي ينتظر على أحرّ من الجمر؛ أن يوسِّد الأمر لتلاميذه وأبنائه الذين ربَّاهم على مدى عشرات السنين، فيسرق بذلك ثورتكم ويضيِّع جهادكم.. ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)﴾ (محمد)
يُحكى أن عقربًا أراد أن يعبر النهر من ضفةٍ إلى الضفة الأخرى، وحيث إنه لا يجيد السباحة فقد التمس العون من الضفدع وقال لها: هل تساعدينني على عبور النهر إلى الضفة الأخرى؟!
قالت الضفدع: ومَن يضمن لي ألا تلدغني ونحن في وسط النهر، قال العقرب: الضمان الوحيد هو أنني إذا لدغتك ستموتين أنت كما أموت أنا.
وسُحرت الضفدع بمنطق العقرب ووافقت على حمله على ظهرها، وعندما وصل الاثنان إلى منتصف النهر تحرَّك العقرب ولدغ الضفدع.. وعندما كان الاثنان يغرقان في النهر تطلَّعت الضفدع بعين دامعة إلى العقرب وسألته: لماذا فعلت ذلك؟! فأجابها: إنه الطبع، والطبع كما تعرفين غلاَّب.
ونستعيد هذه القصة الرمزية في هذا المقال، مع تعديل لطبيعة "العقارب" و"الضفادع"، فالعقارب الغدَّارة القاتلة هي التي تستخدم أو تستحمر "الضفادع الغبية" العميلة في جميع بقاع العالم، والتي تقبع تحت البردعة "الصهيوأمريكية"، لكنَّ العقارب في هذا المقال لا تغرق في معظم الأحوال، فهي عقارب برمائية ولها ريش أيضًا، إنها تستطيع أن تُغرق الضفادع ثم تعبر النهر أو المستنقع، سابحةً أو طائرةً، بعد أن تستنفد فترة الركوب محتفظة في ذنبها بسمٍّ يتجدد لتلدغ به مسلسل "الضفادع الغبية" في سلسلة الدائرة الجهنمية الصهيوأمريكية.
إن "العقرب" لدغ الضفدع" وهي في منتصف النهر؛ لا لشيء إلا أنه لم يعد يحتمل الانتظار مدة أطول!!! فغباء "الضفدع" كان في تجاهلها الحقيقة!.
وحقائق كثيرة تضيع في عالمنا العربي أو في شرقنا الأوسط حسب ما يسموننا، ولا يتعظ كثيرون من تكرار أحداث مماثلة بنفس الأنماط ونفس الحالات وقد خلت من قبلهم المثلات!!.
فإلى أبناء تونس "الخضراء" وجزائر "المليون شهيد" نحذرهم في هذا المقال من مغبَّة استفراد واستحواذ المجموعة العلمانية بالحكم عن طريق الخديعة والالتفاف، نحذِّرهم من لابسي الأقنعة الثورية والتي يخفون وراءها العلاقة الوثيقة مع الأمريكان والصهاينة، نحذِّرهم أيضًا من استبعاد الإسلاميين من أبناء الوطن؛ بحجَّة أن الغرب لا يسمح بذلك، فهذا حقٌّ يُراد به باطل، والوطن يحتاج الجميع، وهذه فرصة لجمع أبناء الوطن ولمِّ شمل الفرقاء، فالسفينة لن تسير إلا بالجميع.
وليأذن لي القارئ أن نتجول في سياحة قصيرة لما حدث لـ"تونس" التي تم أسرها- كغيرها- من البلاد العربية، من دولة الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى؛ لتنشأ في أحضان العلمانية والماسون والصهاينة.
ومن كاميرا الفيلسوف المسلم "مالك بن نبي" ننقل هذه الصورة التي توضح كيفية إعداد "بورقبيه" عضو المحفل الماسوني الفرنسي "الشرق الكبير" منذ أن كان طالبًا يدرس في باريس كزعيم ولحزبه كمؤسسة تتولى توجيه البلاد على أسس من اللادينية والتغريب، "فحدث على إثر عودة الطلبة التونسيين ارتفاع في درجة الإضراب السياسي بتونس؛ كان نتيجته أن الشيخ "الثعالبي" احتفظ بقيادة حزب الدستور وتولى "بورقيبة" أمر جناح الحركة الوطنية تحت اسم "الدستور الجديد".
وعندما أصبحت تونس على وشك الاستقلال كان على فرنسا الاختيار بين "بورقيبة" والشيخ "الثعالبي" كي تسلمه مفاتيح القلعة، وحيث إن الثاني كان سيرفع راية الإسلام والأول كان سيجعلها قلعةً علمانية، فكان أن تم تسليم المفاتيح إلى الحزب العلماني، وضاع جهاد العلماء على مدى ربع قرن من الجهاد والاستعداد.
وقصة تونس بعد ذلك مع "بورقيبة" أو "المجاهد الأكبر" معروفة للجميع، وما فعله بالإسلام والمسلمين غير خافٍ على أحد، واستمر "بورقيبة" في حكم تونس للدرجة التي كان يبول فيها على نفسه وقد اقترب من التسعين، فكان أن صدرت الأوامر من فرنسا لتسليم مفاتيح القلعة لـ"بن علي" وزير الداخلية آن ذاك.
وفي الجزائر كانت الحركة الإسلامية على أشدِّها بقيادة الشيخ العالم "بن باديس"، وهي التي استخلصت "الذات" الجزائرية من "مغارة" المعدة الفرنسية التي أوشكت على هضم كل مقومات الوجود الجزائري على مدى مائة واثنين وثلاثين عامًا، وحين أوشكت الجزائر على نيل استقلالها، وحان وقت تسليم المفاتيح كان الاتجاه "لفرحات عباس" الماسوني، رئيس اتحادية النواب، والذي كتب مقالاً في جريدة "اتحادية النواب" بعنوان "أنا فرنسا" هكذا في عري صريح!!؛ أي "أنا فرنسا" الفكر والذوق والوجدان والتوجهات والانتماء.
وتقوم بعد ذلك جمهورية "بن بيلا"، وكان أول عمل قام به هو حلُّ "جبهة العلماء" ثم ينقلب عليه وزير دفاعه "هواري بومدين" عام 1965م، ويتولى السلطة، والغريب أن يكون آخر ما قرأه وهو على فراش الموت رسائل اليهودي "هنري كوريل" مؤسس الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) في مصر!!.
ثم يتولى "الشاذلي بن جديد" الحكم عام 1982م، وكان آخر حديث له هو تصريحه لمندوب إذاعة صوت أمريكا في 12 أبريل 1985م: "إن الأصولية الإسلامية ليست مطروحةً الآن في الجزائر"!!، وهكذا سُرقت ثورة المليون شهيد.
فإلى إخوتنا في تونس "الخضراء".. انتبهوا جيدًا للعقرب الصهيوني الأمريكي الذي ينتظر على أحرّ من الجمر؛ أن يوسِّد الأمر لتلاميذه وأبنائه الذين ربَّاهم على مدى عشرات السنين، فيسرق بذلك ثورتكم ويضيِّع جهادكم.. ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)﴾ (محمد)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق