الجزارة الدولية لتقسيم السودان

الجزارة الدولية لتقسيم السودان

الأخبار

الخميس، يناير ٢٧، ٢٠١١

إخوان الشرقية والجمعية الوطنية يطالبون أهل الشرقية بإعلان الغضب عصر الجمعة


تدعو جماعة الإخوان المسلمين والجمعية الوطنية للتغييرأهالي محافظة الشرقية للمشاركة في إعلان الغضب من ممارسات وتجاوزات النظام القائم ، وذلك امام مجلس مدينة الزقازيق يوم غد الجمعة في تمام الساعة الثالثة والنصف عصرا وحتي آذان المغرب ، للمطالبة بحقوق الشعب المشروعة.

يأتي هذا بعد تأكيد جماعة الإخوان المسلمين علي ما يلي:


1- أن حركة الشعب المصري التي بدأت يوم 25 يناير وكانت سلميةً وناضجةً ومتحضِّرةً؛ يجب أن تستمر هكذا ضد الفساد والقهر والظلم؛ حتى تتحقَّق مطالبه الإصلاحية المشروعة، وعلى رأسها حل مجلس الشعب المزور، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتحت إشراف قضائي كامل.
2- يجب على النظام في مصر أن ينزل على إرادة الناس ويسارع بإجراء الإصلاحات المطلوبة، وأن يتخلَّى عن سياسة العناد والتصدي لمطالب الشعب المشروعة، وأن يتخذ إجراءاتٍ فوريةً وجادَّةً وفاعلةً لتحقيق الإصلاح المنشود في كل المجالات، وألا يتعرض للمتظاهرين بسوء وأن يفرج فورًا عن كل المعتقلين في هذه الأحداث وما قبلها.
3- أن الإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة، وأن أبناءها جميعًا من نسيج المجتمع المصري يشاركونه دائمًا أفراحه وأتراحه ويعيشون همومه، ويدعون أنفسهم وأبناءهم وإخوانهم في الوطن من المسلمين وغير المسلمين إلى التعاون على البر والتقوى، وإلى العمل على تحقيق العدل، وإلى إرساء قواعد الحق وتقديم مصلحة الأمة على كل المصالح الفردية والفئوية، ويهيبون في هذه الظروف بالجميع أن يكونوا على قلب رجل واحد، ضد الظلم والجور والفساد والتزوير، وبسلمية وجدية وواقعية، دون إضرار بالمؤسسات أو الممتلكات العامة والخاصة، ويصبرون على ذلك حتى تتحقَّق مطالب الشعب المشروعة.
وضرورة أن تتعاون جميع القوى السياسية والحزبية وتتوافق دائمًا على موقف وطني موحَّد في حركتها وريادتها وإدارتها للحركة الشعبية القائمة الآن؛ حتى يكونوا دائمًا عند ظن جماهير الشعب بهم ويتم تحقيق المطالب الشعبية جميعها.

بيان من الإخوان المسلمين حول أحداث يوم 25 يناير 2011م وتداعياتها



تعيش مصر الآن وسط العالم العربي والإسلامي أحداثًا كبيرةً ومهمةً؛ حيث تحرك الشعب المصري في القاهرة وفي مدن أخرى كثيرة للإعلان عن استنكاره وغضبه من ممارسات وتجاوزات النظام القائم، وقد كانت الحركة سلميةً وجادَّةً وفعالةً، وكان الشباب يتصدَّرون المشهد، وأعلن الجميع- وبكل وضوح وبإرادة حاسمة- ما يجب أن يكون في المرحلة المقبلة؛ من إصلاح واستقرار، وحرية وديمقراطية، لا تستقر بدونها الأوضاع في مصر.



والإخوان المسلمون- وهم يعيشون مع كل أبناء مصر هذه الأجواء ويشاركون في هذه الأحداث ويؤكدون مطالب الأمة- يتوجَّهون بالتحية والتقدير للشعب المصري على هذه الحركة الإيجابية السلمية المباركة، ويتقدمون بخالص العزاء لأسر الشهداء من المواطنين ورجال الشرطة الذين سقطوا في هذه الأحداث، ويدعون الله لهم بالقبول والمغفرة، ويدعون الله للمصابين بالشفاء العاجل.



ويؤكدون ما يلي:

1- أن حركة الشعب المصري التي بدأت يوم 25 يناير وكانت سلميةً وناضجةً ومتحضِّرةً؛ يجب أن تستمر هكذا ضد الفساد والقهر والظلم؛ حتى تتحقَّق مطالبه الإصلاحية المشروعة، وعلى رأسها حل مجلس الشعب المزور، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، وتحت إشراف قضائي كامل.



2- يجب على النظام في مصر أن ينزل على إرادة الناس ويسارع بإجراء الإصلاحات المطلوبة، وأن يتخلَّى عن سياسة العناد والتصدي لمطالب الشعب المشروعة، وأن يتخذ إجراءاتٍ فوريةً وجادَّةً وفاعلةً لتحقيق الإصلاح المنشود في كل المجالات، وألا يتعرض للمتظاهرين بسوء وأن يفرج فورًا عن كل المعتقلين في هذه الأحداث وما قبلها.



3- أن الإخوان المسلمين هيئة إسلامية جامعة، وأن أبناءها جميعًا من نسيج المجتمع المصري يشاركونه دائمًا أفراحه وأتراحه ويعيشون همومه، ويدعون أنفسهم وأبناءهم وإخوانهم في الوطن من المسلمين وغير المسلمين إلى التعاون على البر والتقوى، وإلى العمل على تحقيق العدل، وإلى إرساء قواعد الحق وتقديم مصلحة الأمة على كل المصالح الفردية والفئوية، ويهيبون في هذه الظروف بالجميع أن يكونوا على قلب رجل واحد، ضد الظلم والجور والفساد والتزوير، وبسلمية وجدية وواقعية، دون إضرار بالمؤسسات أو الممتلكات العامة والخاصة، ويصبرون على ذلك حتى تتحقَّق مطالب الشعب المشروعة.



ضرورة أن تتعاون جميع القوى السياسية والحزبية وتتوافق دائمًا على موقف وطني موحَّد في حركتها وريادتها وإدارتها للحركة الشعبية القائمة الآن؛ حتى يكونوا دائمًا عند ظن جماهير الشعب بهم ويتم تحقيق المطالب الشعبية جميعها.

الإخوان المسلمون
القاهرة في: 22 من صفر 1432هـ= 26 من يناير 2011م

الإخوان والقوى الوطنية يعلنون الجمعة يوم الغضب المصري


أعلنت القوى السياسية والوطنية المشاركة في الجمعية الوطنية للتغيير أن غدًا الجمعة هو يوم الغضب الحقيقي للشعب المصري، ووجَّهوا الدعوة إلى الشعب المصري بالمشاركة في هذا اليوم، حتى يستجيب النظام الحاكم للمطالب الشعبية، وأولها حل برلمان التزوير، وإنهاء حالة الانسداد والفساد السياسي القائم.



جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته الجمعية مساء أمس الأربعاء بمقر حزب الجبهة الديمقراطية.



من جانبه أكد المهندس سعد الحسيني، عضو مكتب الإرشاد، أن اللقاء تناول ما شهدته مظاهرات الغضب يومي الثلاثاء والأربعاء، وأن يكون الجمعة القادم هو يوم الغضب للشعب المصري.



وأوضح الحسيني لـ(إخوان أون لاين) أن الإخوان يتمنون أن يكون النظام المصري قد وعى الدرس، وفهم الرسالة التي أرسلها الشعب المصري، موضحًا أن هناك مطالب عاجلة ومهمة للشعب المصري يجب على النظام أن يستجيب لها إن كان حريصًا على استقرار وهدوء الأوضاع في مصر، وعلى رأس هذه المطالب حل البرلمان المزور وتعديل المواد الدستورية المشبوهة، وخاصةً المواد 67 و77 و88 الخاصة بالانتخابات الرئاسية والإشراف القضائي على الانتخابات، وكذلك الإفراج الفوري عن كل المعتقلين في هذه الأحداث وكل سجناء الرأي.



وأكد الحسيني أن الإخوان مشاركون مع كل القوى الوطنية المصرية وجموع الشعب المصري في أن يكون يوم الجمعة القادم هو يوم الغضب العام للشعب المصري، وأن التهديد الذي تقوم به الحكومة ووزارة الداخلية أمرٌ مرفوضٌ جملةً وتفصيلاً، موضحًا أن الشعب المصري متحمسٌ للمطالبة بحقوقه، مهما كلفه ذلك من تضحيات، وهو ما سبق أن حذَّر منه الإخوان أكثر من مرة.



وقد أجمع الحاضرون على ضرورة تشكيل لجان؛ منها لجنة التعاون مع المنظمات الحقوقية خاصةً مركز هشام مبارك لمتابعة أحوال المعتقلين، وتشكيل هيئات للدفاع عنهم، ولجان للتنسيق والمتابعة مع الشباب، وتنظيم المسيرات، وتكون تلك اللجان بمثابة همزة الوصل بين أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير والشباب المتظاهرين.



وقد شارك في الاجتماع د. عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد للإخوان المسلمين والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة، والمهندس سعد الحسيني، عضو مكتب الإرشاد، ود. محمد أبو الغار وإيهاب الخولي ود. أيمن نور ود.عبد الحليم قنديل، السيد الغضبان، د. عبد الجليل مصطفى، سعد عبود، علاء عبد المنعم، محمد صلاح (الوفد)، ود. كريمة الحفناوي.

الأربعاء، يناير ٢٦، ٢٠١١

استنكار واسع لعنف الأمن وأكاذيب الحزب الوطني


تجاهل الحزب الوطني الحاكم تورُّط جهاز الشرطة في قتل 4 مواطنين بمحافظة السويس، والاعتداءات الأمنية الوحشية على المتظاهرين، وشنَّ هجومًا حادًّا على المتظاهرين المشاركين في مظاهرات 25 يناير المطالبة بالإصلاح، وهو ما استقبله حقوقيون ومواطنون بمزيدٍ من الغضب ومطالبته بالنزول على مطالب الشعب.



وأصدر الحزب بيانًا مليئًا بالمغالطات اليوم، بعد اجتماع لهيئة المكتب، وصف فيه المظاهرات بـ"الفوضى"، متهمًا المشاركين فيها بما أسماه اللجوء إلى العنف وتخريب الممتلكات والإخلال بأمن المجتمع.



ووصفت المنظمات الحقوقية البيان بالكاذب، مؤكدةً أن الاعتداءات التي طالت المتظاهرين تُعدُّ انتهاكًا للحق في التظاهر السلمي، وهو الحق الذي كفلته المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وبشكلٍ خاصٍ العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، والذي صدقت عليه الحكومة المصرية.



وأعربت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان ودعم المجتمع المدني عن إدانتها كلَّ الاعتداءات الأمنية التي حدثت اليوم، وطالبت النائب العام بالتحقيق في أحداث إطلاق النار على المواطنين في مدينة السويس، والتحقيق في وفاة بعض المواطنين في المدينة.



وطالبت المؤسسة بالإفراج الفوري عن كلِّ المواطنين الذين أُلقي القبض عليهم باعتبارهم مارسوا حقهم السلمي في التجمع، والمضمون بموجب نصوص الدستور المصري.



وأكدت أن مظاهرات 25 يناير تعبِّر عن احتقان اجتماعي متزايد ورفض مطلق لكل السياسات الحالية المتبعة من جانب النظام، خاصةً من جانب الشباب، وهم الشريحة الأكثر مشاركةً في المظاهرات، سواء في المجالين الاقتصادي والاجتماعي واللذين تسبَّبا في تدهور وإفقار ملايين المواطنين، وتدهور حقوقهم الاقتصادية في العمل والسكن، أو في المجال السياسي، خاصةً بعد التزوير الفاضح الذي حدث في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وفي تكبيل الحريات العامة للمواطنين وتهميش الأحزاب السياسية.


جبهة علماء الازهر تصدر بيانا تدعو فيه للنفير العام لمقاومة الظالمين


انطلاقا من الواجب الشرعي وتضامنا مع الانتفاضة المصرية ضد الظلم والظالمين وتزامنا مع خروج المظاهرات بمختلف محافظات مصر للمطالبة بإلغاء حالة الطوارئ، وحل مجلس الشعب المزور، ومحاكمة رءوس الفساد في مصر، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لمجلسي الشعب والشورى والمجالس المحلية يُشرِّف عليها القضاء بشكلٍ كامل، وتعديل المواد الدستورية المشبوهة المتعلقة بشروط ومدة الترشيح لرئاسة الجمهورية، وهما المادتان 67 و77، وتعديل المادة 88 الخاصة بالإشراف الكامل على الانتخابات فقد أصدرت جبهة علماء الأزهر بيانا تدعوا فيه كافة طوائف الشعب إلى النفير العام والخروج لردع الظالمين والاعذار إلى الله..
نص البيان
اخرجوا حتى تدخلوا عليهم الباب
( فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)

لسنا دعاة فتنة- علم الله ،وكثير منا ممن يؤثر لأمته السلامة ، لكن ما حيلتنا بعد أن نطق الفقه، وتكلم فقيه اليوم بما يدمي ويجرح ،وذلك في البيان الصادر عن رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي فضيلة الدكتور " عجيل النشمي" في بيانه الذي نشر له بصحيفة الوطن الكويتية يوم السبت 22 الجاري ، وفيه يقول : " إن إبداء الرأي بكل الوسائل لا يعني الخروج على الحاكم، فقد يخلط البعض بين وجوب السمع والطاعة والخروج على الحكام المسلمين ، فهذا خلط بين المشروع والممنوع ، وتحميل الشرع ما لم يحتمله أو يقره، فدائرة النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مضادة لدائرة الخروج على الحاكم، فالأصل وجوب النصح، والأصل أيضا هو حرمة الخروج، ولذا عُنِي الفقهاء بالأصل الأول – الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- فتوسعوا فيه توسعة كبيرة جدا، وضيقوا في الثاني – الخروج علي الحاكم- ،فلم يجيزوا الخروج إلا بتحقق شرطين متلازمين:

الأول: تعطيل شرع الله، وظهور الكفر البواح، الذي قام عليه الدليل والبرهان.
الثاني: القدرة على إقامة الشرع ومحو الكفر، وإزالة من أمر به- يعني الكفر- إذا لم يؤد ذلك إلى شر وفتنة أعظم.
ثم أردف البيان قائلا: إن الزجَّ بالشريعة وعلمائها في ميدان الطاعة المطلقة، والترهيب بالخروج على الحكام مطلقا، وهو يظهر العلماء بصورة المخذلين ،والمثبطين، والمجملين لوجه الظلم وأعوان الظالمين وموقعهم على مر التاريخ هو نصرة المظلومين ، وغياث المستضعفين، ورأس الحربة في مواجهة الظالمين، وكانوا نصرة للفقراء والمستضعفين، وهم اليوم في التاريخ الحديث قادة ثورات التحرر الوطني من الاستعمار، وهم الذين أعلنوا الخروج عليه وما استكانوا حتى خرج مخذولا بقوة السلاح، والله أعلم.

لذلك نقول لأمتنا الخارجين على الظلم على وفق ذلك :
- اخرجوا فلن تكونوا أبدا نملا. فالنمل وحده هو الذي قبل من النملة نصيحتها بدخول الجحور خشية أن يحطمها جيوش الغارين .
إنه لولا ما فرض علينا من المطاردات التي ألجأت من ألجأت منا لمفارقة الأوطان، وتضييقٍ ألزم البيوت، وأسنان تقدمت، وعظام على الزمان والنازلات قد وهنت ، لولا هذا لرأيتمونا في الطليعة ومقدمة الركب ، نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، درءا للشرور التي استفحلت والتي من شأنها أن تدع الديار بلا قع.
- فليخرج كل قادر ليسمع الظالمين صوته، وليبرئ ذمته أمام الله تعالى الذي لا يقبل عذرا من مُخَذِّلٍ أو متخاذل في مثل تلك المواقف ، حيث قال جل جلاله ( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فألئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا) النساء 97: 99.
- اخرجوا لتعذروا أولا إلى الله ، ثم لتعذروا ثانيا إلى العالم الذي يستشرفكم اليوم، ثم لتعذروا ثالثا إلى التاريخ الذي لا يغفل ولا يتغافل.
- اخرجوا على نية الأخذ على يد الظالم قبل أن يخرج غيركم ممن لا يرقبون فيكم إلا ولا ذمة من ملاحدة وشيوعيين .
- اخرجوا فدخول الجحور غير جائز لغير النمل
- اخرجوا وانفروا على وعد الله لكم ،وتصديقا به، وإيمانا برسوله صلى الله عليه وسلم، رسوله الذي قال" إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم يا ظالم فقد تُوُدِّع منهم"
* انفروا وأنتم موقنون بصدق موعود الله لكم بأنه ( سيهزم الجمع ويولون الدبر)
- انفروا على أمر الله تعالى لمن كان في مثل حالكم ( ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)
- اخرجوا وانفروا، فماذا تنظرون وماذا تؤملون، بعد أن نزفت الكرامة، واستبيحت المحارم، واسترخصت الدماء، وانتهكت الأعراض، وزورت الإرادة، وكذب القادة، وتحروا الكذب تحريا كانوا فيه عند الله من الكاذبين ، ماذا تنتظرون بعد أن نطق فيكم الرويبضة ، وسيق الأبرياء إلى السجون، وطورد العلماء والمفكرون كل مُطرَّد، وخُوِّن الأمين، وائتمن الخائن، وصار فينا المعروف منكرا، والمنكر معروفا ، حتى حُرِمت الأمة من خيراتها وأقواتها وكنوزها ، فسرق ذلك كله استرخاصا واستهانة ليمد به اليهود، إعانة لهم على جرائمهم في المسلمين المستضعفين في غزة والضفة وعرب 48 وغيرهم، وذلك بعد أن حوصر المستضعفون منهم ، وبعد أن أحيط بهم بأيدي الظالمين منا مجاملة منهم للمجرمين.
- انفروا واخرجوا قبل أن يلعنكم التاريخ وتكونوا من الهالكين.
-اخرجوا وانفروا لترموا بها في وجوه المجرمين: (وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) .
-( قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد)
اخرجوا لتتلوا على مسامع هؤلاء الذي طال عليهم الأمد بصوت مجلجل ، راعد آخذ متوعد قول الله تعالى في أمثالهم ( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد)
(ألا لعنة الله على الظالمين * الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا) ألا لعنة الله على عمائم السوء التي خانت وقبلت أن تكون في حزب الهالكين
صدر عن جبهة علماء الأزهر في 20 من صفر الخير 1432هـ الموافق 24 يناير 2001م

الإسكندرية.. تجدد المظاهرات بعد مناورات بين الأمن والنشطاء


بعد توترات في الشارع السكندري ومناورات بين نشطاء الـ(فيس بوك) وأجهزة الأمن، اندلعت مظاهرتان في محافظة الإسكندرية؛ الأولى بمنطقة محطة الرمل، والثانية بمنطقة غبريال شرق الإسكندرية، وأخذت الأعداد في التزايد بعد انضمام شباب المنطقتين إلى المظاهرة.



وكانت أجهزة الأمن قد أغلقت ميادين الإسكندرية منذ السابعة صباحًا؛ لمنع تكرار مظاهرات أمس، خاصةً ميدان المنشية؛ حيث استدعت الأجهزة الأمنية تعزيزات إضافية، تحت إشراف مدير الأمن اللواء محمد إبراهيم ورئيس مباحث الإسكندرية خالد شلبي، وقامت بإلقاء القبض على عشرات المارَّة الذين وُجدوا بالميدان، كما ألقت أجهزة الأمن القبض على عشرات النشطاء الآخرين في ميادين الساعة والعصافرة وسموحة.


اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين بسيناء

أطلقت الشرطة بشمال سيناء القنابل المسيلة للدموع فى محاولة لتفريق مئات المتظاهرين بمدنية الشيخ زويد.

وقال شهود عيان مساء اليوم إن المئات يحاولون حاليا اقتحام قسم شرطة الشيخ زويد بالميدان الرئيسى، مرددين هتافات معادية لوزارة الداخلية، ومطالبين بالإفراج عن المعتقلين، وإلغاء الأحكام الغيابية وإلغاء قانون الطوارئ.

وقال مصطفى سنجر ناشط سياسى إن كوادر حزب التجمع تشارك بقوة فى المظاهرات المندلعة حاليا بالشيخ زويد، وأشار، أن هناك إطلاق نار فى المظاهرات واشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وعدد من أفراد الأمن أمام قسم الشيخ زويد.

هذا، وأغلق المتظاهرون من بعد ظهر اليوم الطريق الدولى العريش – رفح، بالقرب من مدينة الشيخ زويد حتى الآن، ومنعوا السير تماما، وأشعلوا إطارات السيارات فى الطريق، فى الوقت الذى فشلت فيه جهود نواب الحزب الوطنى عن الدائرة فى إنهاء المظاهرات.

وقالت المصادر إنهم رفضوا مسكنات النواب لأنهم لم يفعلوا شيئا حيال الأحكام الغيابية والمعتقلين.

كان النائبان الدكتور سليمان عرادة وسالم أبو مراحيل عن الدائرة لم يفلحا فى إثناء المتظاهرين عن المظاهرات المشتعلة حاليا.

ولم ترد أنباء عن وقوع مصابين جراء إطلاق النار فى المظاهرات حتى الآن، فيما أعلنت أجهزة الأمن حالة الاستنفار القصوى وجارى تدعيم قوات الشرطة بالشيخ زويد للتصدى لمئات المتظاهرين.

4 قتلى وأكثر من 1000 معتقل حصيلة "يوم الغضب"


طالب الاف المصريين بإنهاء حكم الرئيس حسني مبارك الممتد منذ 30 عاما في احتجاجات غير مسبوقة في أنحاء البلاد بالأمس الثلاثاء استلهمت الثورة التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
وكشفت الإحصائيات حول أحداث "يوم الغضب" أمس بالقاهرة والمحافظات عن استشهاد 3 مواطنين من مدينة السويس، هم: غريب السيد (44 عامًا) أُصيب بطلق ناري في البطن، مصطفى رجب عبد الفتاح (22 عامًا) أُصيب بطلق ناري في القلب، وسليمان صابر (31 عامًا) عاطل عن العمل ومات مختنقًا من آثار قنابل الغاز التي أطلقتها الشرطة، فيما لقي مجند أمن مركزي مصرعه تحت أقدام زملائه في ميدان التحرير.

وقال المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية- في بيان له- إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 1000 متظاهر حتى هذه اللحظات، موزعون على كل المحافظات، تمَّ إطلاق سراح بعضهم، فيما لا يزال قرابة الـ500 رهن الاعتقال.

وكشفت التوزيعات أن محتجزي القاهرة في معسكر السلام تخطوا (220 معتقلاً)، بينما وصل العدد في الإسكندرية إلى (25)، وأسيوط (3)، وطنطا (2)، وبورسعيد (6)، والمنصورة (4)، فيما لا يزال هناك عدد كبير غير معلوم أماكن وجودهم.

الثلاثاء، يناير ٢٥، ٢٠١١

الجزيرة: آلاف المتظاهرين يقررون الاعتصام في ميدان التحرير


أعلن الآلاف من المشاركين في مظاهرة ميدان التحرير، الاعتصام والمبيت في الميدان حتى يتم تلبية مطالبهم.

وذكرت قناة الجزيرة في تقرير بثته أن المحتجين قرروا ذلك بعد، خروج آلاف من المصريين في مظاهرات حاشدة بكافة المحافظات.

وذكر التقرير أن عدد الذين خرجوا في مظاهرات ميدان الرمل بالاسكندرية بلغ 20 ألف متظاهر.

وكانت عددًا من القوى والحركات السياسية المعارضة في مصر قد وجهت دعوة إلى الشعب للتظاهر يوم 25 يناير، الذي يوافق ذكري عيد الشرطة مطالبين بإلغاء قانون الطوارىء، وضع حد إدنى للأجور ''1200 جنيه''، منع التعذيب وتطبيق العدالة الاجتماعية بين جميع المواطنين.

وكانت قوات الأمن قد بدأت في استخدام مدافع المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق ما يزيد عن ألف شخص من المتظاهرين أمام مجلس الشعب، ووزارة التضامن الاجتماعي ومؤسسة روز اليوسف.

عاطل يقطع شرايين يده بـ"موس" أمام مجلس الشعب


قطع شاب فى العقد الثالث من عمره من المتظاهرين أمام مجلس الشعب شرايين يده منذ قليل بشفرة حادة "موس" كان بحوزته، مرددًا هتافات معادية للنظام والحكومة ومنها "أنا عاطل.. ومش لاقى فرصة عمل.. ومش عارف أعيش فى بلدى".. وتم نقله سريعا إلى مستشفى قصر العينى.فى السياق نفسه، افترش الآلاف من المتظاهرين فى ميدان التحرير الأرض وقاموا بإلقاء أمتعتهم وما يحملون من لوحات ولافتات على الأرض.

مظاهرات الشرقية تطالب برحيل النظام الحاكم


تظاهر عصر اليوم المئات من أهالي الشرقية من شباب الإخوان المسلمين والوفد والجمعية الوطنية للتغيير في مسيرةٍ من شارع البوستة وصلت لميدان "عرابي" المحطة؛ للمطالبة برحيل النظام الحاكم.



والتحمت المسيرة بالتجمعات في ميدان المحطة، وحاولت قوات الأمن عرقلة مسيرتها ومنعت أي أفراد جدد من الوصول إليها، وردد المتظاهرون هتافاتٍ منندة بالنظام الحاكم منها: "يسقط يسقط النظام، يا زين قول للريس السعودية في انتظارك"، ورفع المتظاهرون لافتاتٍ تُهنئ الشعب التونسي بثورته واعتبار يوم 25 يناير هو نهاية الاستبداد في مصر.





وحاصرت قوات الأمن بعددٍ ضخمٍ من سيارات الأمن المركزي والمدرعات وسيارات الإطفاء والقوات الخاصة ميدان الميدان، وعمد مخبرو أمن الدولة لتفتيش المارة ورؤية بطاقة الرقم القومي.
إغلاق أمني للميادين الرئيسية بالشرقية





وانتشرت القوات الخاصة في أنحاء الزقازيق، خاصةً مجلس المدينة وقصر الثقافة ومبنى المحافظة، وتعطَّلت حركة المرور بوقوف الشارع الحيوي على البحر.

الأمن يبدأ العنف ضد المتظاهرين بالقاهرة


اعتدت قوات الأمن بالعصي والهراوات على الآلاف من النشطاء والمواطنين المتظاهرين في يوم الغضب بمناطق مختلفة بالقاهرة؛ الأمر الذي أسفر عن إصابة العشرات منهم، فيما تم اعتقال بعضهم من أمام وزارة الداخلية ومجلس الشعب وشارع القصر العيني.



وأطلقت أجهزة الأمن القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين بمنطقة دوران شبرا وفرَّقتهم برش المياه عليهم، فيما نجح المتظاهرون في تحرير عددٍ من المعتقلين من أيدي الأمن.



وفرَّقت قوات الأمن آلاف المتظاهرين في الشوارع الجانبية وطاردتهم، واستمرت في حملة اعتقالات شرسة.






وحاصرت قوات الأمن آلاف المتظاهرين الذين انطلقوا من شارع جامعة الدول العربية أثناء سيرهم على كوبري الشيراتون، واعتدت عليه بالضرب بالهراوات؛ ما أدَّى إلى إصابة عددٍ منهم، ووقوع حالات إغماء بينهم.



وفي ميدان التحرير حاولت قوات الأمن تفريق المتظاهرين بفتح خراطيم المياه عليهم، وحاصرتهم أمام مجمع التحرير، وأغلقت جميع الطرق المؤدية إليه.



وطاردت قوات الأمن المتظاهرين أمام مجلس الشعب في الشوارع المحيطة بالمجلس، وأطلقت قنابل الغاز المسيلة للدموع واعتقلت العشرات من المتظاهرين.



وأغلق الأهالي القادمون من منطقتي باب الشعرية والمنيرة شارع رمسيس أمام دار القضاء العالي؛ حيث أعلن المتظاهرون الدخول في اعتصامٍ مفتوحٍ حتى يتم الإفراج عن النشطاء المعتقلين.



وطاردت قوات الأمن الأهالي في شارع عبد الخالق ثروت، وحاصرت الصحفيين والمصورين في كردونٍ أمني، واستدعت مديرية أمن القاهرة مزيدًا من التعزيزات لمواجهة آلاف المواطنين المتدفقين إلى المنطقة.

ألوف المصريين يتدفقون الى الشوارع مرددين هتافات ضد مبارك


تدفق ألوف المصريين الى الشوارع يوم الثلاثاء مرددين هتافات ضد الرئيس حسني مبارك استجابة لما سماه نشطاء الانترنت "يوم الغضب" استلهاما لاحتجاجات التونسيين التي أسقطت رئيسهم زين العابدين بن علي هذا الشهر.
ودعا النشطاء الى الاحتجاج على الفقر والبطالة والقمع واختير له يوم عطلة رسمية بمناسبة عيد الشرطة.
وانضم مواطنون عاديون الى مظاهرات اندلعت في العاصمة ومدن الاسكندرية والمنصورة والسويس.
وهتف متظاهرون أمام دار القضاء العالي بوسط العاصمة قائلين "يسقط يسقط حسني مبارك" وكان يحيط بهم طوق من أفراد الشرطة. وتم تشديد الاجراءات الامنية في أنحاء القاهرة حتى لا تجتذب الاحتجاجات أعدادا كبيرة.
لكن ما يصل الى ألفي محتج طافوا شوارع وسط المدينة.
وهتف المتظاهرون أمام دار القضاء العالي قائلين "يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك" في اشارة الى جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك والذي يعتقدون أنه يجري اعداده لتولي الرئاسة خلفا لوالده البالغ من العمر 82 عاما.
ومظاهرات يوم الثلاثاء اختبار لما اذا كان بامكان النشطاء تحويل رسالتهم عبر الانترنت الى واقع في الشوارع.
وفي مدينة السويس احدى مدن قناة السويس شارك مئات الاشخاص في مظاهرة رددوا خلالها هتافات تقول "بن على بيناديك.. فندق جدة مستنيك" في اشارة الى هروب الرئيس التونسي من بلاده الى مدينة جدة السعودية في وجه مظاهرات احتجاج عنيفة.
وقال شاهد من رويترز ان مواطنين عاديين انضموا للنشطاء ورددوا هتافات من بينها "حسني حسني حسني بيه كيلو اللحمة ب 100 جنيه" في اشارة الى غلاء الاسعار.

كما رددوا هتافا يقول "حكم الاب باطل.. حكم الام باطل.. حكم الابن باطل" في اشارة الى مبارك وقرينته وابنه.
ويقول مصريون ان سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري تتدخل في شؤون بلادها السياسية.
وقال شهود عيان ان المتظاهرين كسروا طوقا أمنيا ضرب حولهم وساروا في الشوارع مرددين الهتافات المناوئة.
وفي اغلب المظاهرات في السنوات الماضية منعت قوات مكافحة الشغب المشاركين من السير في الشوارع.
وشارك أكثر من ألف محتج في مدينة المنصورة بدلتا النيل في مسيرة رددوا خلالها هتافا يقول "حسني مبارك بره بره قبل ما تقلب تبقى ثورة".
وكان محتجون تونسيون رددوا هتافا مشابها قبل هروب بن علي.
وأحاط محتجون في مدينة المنصورة بصورة كبيرة مرفوعة لمبارك ورددوا هتافا يقول "باطل باطل".
وقال شاهد ان المحتجين حاولوا تحطيم الصورة لكن قادة لهم هتفوا "سلمية.. سلمية".
وشارك مئات المصريين في مظاهرتين بمدينة دمياط التي تقع على البحر المتوسط ورددوا نفس هتاف المحتجين في القاهرة "يا جمال قول لابوك كل الشعب بيكرهوك".

كما رفعوا لافتات عليها عبارات تقول "لكل ظالم نهاية" و"كفاية 30 سنة فقر" و"كفاية 30 سنة ذل".
وقال شاهد من رويترز ان أعدادا كبيرة من قوات مكافحة الشغب تطوق المشاركين في احدى المظاهرتين وتمنعهم من السير في الشوارع كما تمنع مواطنين من الوقوف قريبا منهم.
وأضاف أن الشرطة تسمح لمن يريدون الانضمام للمحتجين باجتياز الطوق الامني.
ويحكم مبارك مصر منذ عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات برصاص متشددين اسلاميين.
وشارك مئات المحتجين في مظاهرة في مدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية في دلتا النيل كما شارك مئات في مظاهرة بمدينة المحلة الكبرى التي تشتهر بصناعة الغزل والنسيج في المحافظة.
وردد المتظاهرون في مدينة المحلة الكبرى "قولوا للشرطة قولوا للجيش موش لاقيين رغيف العيش" و"يا زين قول لمبارك الطيارة في انتظارك" و"قول لي مين في الشعب اختارك.. يسقط يسقط حسني مبارك".
وحذرت وزارة الداخلية في وقت سابق المحتجين من أنه سيجري التعامل مع أي شخص يخالف القانون وقالت ان المتظاهرين ربما يواجهون الاعتقال.
وقال وزير الداخلية حبيب العادلي في مقابلة مع صحيفة الاهرام "الامن قادر على ردع أي خروج أو مساس بأمن المواطن ولن يتهاون على الاطلاق في حالة المساس بالممتلكات أو الاخلال بالامن لكن الشرطة ستقوم بتأمينهم وحمايتهم في حالة اذا كانت تلك الوقفات للتعبير عن الرأي."

الخميس، يناير ٢٠، ٢٠١١

بيان من الإخوان حول انتفاضة تونس ومطالب الشعب المصري


الإخوان المسلمون والأحداث الجارية

انتفاضة تونس ومطالب الشعب المصري

لا شك أن ما وقع في تونس خلال شهري (ديسمبر 2010م- يناير 2011م) يمثل حجر زاوية بالنسبة للحال الذي تعيشه شعوب المنطقة العربية والعالم الإسلامي، فلقد انتفض الشعب التونسي ضد الظلم والقهر والفساد وسطوة الحكم وأسرة الحاكم وحاشيته الفاسدة الذي استمرَّ حوالي ربع قرنٍ من الزمان، وكان مسبوقًا بفترة حكمٍ ساد فيها أيضًا طغيان الحاكم الفرد وتفرده بالسلطة وتعاونه مع الأعداء أكثر من حرصه على مصلحة الوطن والمواطنين.



وقد فوجئ العالم بقواه العاتية شرقًا وغربًا، وخاصةً الغرب والعدو الصهيوني بما جرى ولم يستطع أحد أن يوقف بركان الغضب الذي انفجر في وجه السلطة المتكبرة المتجبرة، ووقفت الحكومات والأنظمة العربية في حالةٍ من الذهول والترقب والشلل الذي لم يستطع معه حاكم تونس إلا أن يفر هاربًا إلى خارج حدود الوطن الذي لفظه ولم يأسف عليه أحد، ولم تبكِ عليه الأرض ولا السماء، إنه القدر القادر، إنه قهر الله للظالمين ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)﴾ (آل عمران) إنه فعل الذي لا يغفل وإن طال حلمه وصبره.. "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته"، إنه قدر الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.



إن ما حدث وما زال يحدث في تونس الشقيقة يمثل حالةً واقعيةً وعمليةً لما يعرفه أهل القانون والساسة، يمثل الشرعية الشعبية التي هي فوق الشرعية الدستورية، وهو- في نفس الوقت- يمثل رسالةً واضحةً لا لبس فيها إلى كل الجهات في الخارج والداخل؛ حيث إنه:

1- رسالة إلى كل الشعوب المقهورة والصابرة بأن الشعوب يمكن أن تفعل الكثير، وأنها إن تحرَّكت بدافع المصلحة العامة ضد السلطان الجائر فإن يد الله تكون معها وتعمل لصالحها، ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ (الحج: من الآية 40).



2- رسالة إلى الحكام الظالمين وإلى الأنظمة الفاسدة المستبدة أنهم ليسوا في مأمنٍ، وأنهم بظلمهم وفسادهم يعيشون فوق بركان غضب الشعوب وغضب الله أقوى وأشد.



3- رسالة إلى القوى الكبرى الظالمة الباطشة بالقوة والجبروت إلى مَن يمتلكون أسلحة الدمار الشامل من القنابل النووية والغواصات الذرية ويملكون المال ويفرضون سيطرتهم على حكام وأنظمة العالم الثالث، وفي القلب منه العالم العربي والإسلامي، رسالة إلى هؤلاء تنطق بكل وضوحٍ أن إرادة الشعوب غلابة، وخاصةً إذا كانت الشعوب تتحرك بدوافع العقيدة وتأييد السماء، رسالة واضحة بأن الشباب الواعي الفاهم المدرك لطبيعة الصراع بين الأمة العربية والإسلامية وبين القوة الغاشمة الصهيوأمريكية، بأن هذا الشباب أمضى وأخوف لهم من كل أنواع الأسلحة التي يملكونها؛ رسالة إلى كل هؤلاء بأن الأمة حية ولم تمت ولن تموت بإذن الله، وأنها شبَّت على الطوق وبلغت الرشد، وسوف تمضي في طريقها إلى الإصلاح والاستقرار الحقيقي وليس الزائف بالقهر والكبت وركود الحال.



هذه الرسائل الموجهة إلى كل تلك الجهات تمثل منعطفًا تاريخيًّا وبعدًا جديدًا في مسيرة الشعوب العربية والإسلامية، ونستطيع أن نقول- وبكل ثقة ويقين- أن الأسباب والدوافع التي أدَّت إلى هذه الانتفاضة المباركة في تونس موجودة هي هي بعينها في الكثير من دول المنطقة التي نعيش فيها، وعلى وجه الخصوص في وطننا مصر.



فإن كان الحال هو الحال والفساد هو الفساد والظلم هو الظلم والأزمة الاقتصادية متفاقمة وطول الأمد بالنظام المستبد هو هو بعينه فماذا ينتظر الأقطار الأخرى؟



ولأننا- ومن منطلق الواجب- نحرص على الاستقرار والسلم المجتمعي في كل الأحوال والظروف؛ لأننا نؤمن أن النضال الدستوري هو المسار الطبيعي لحركة المجتمع نحو الإصلاح المنشود في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمجتمعية؛ لأننا كذلك، فإن الإخوان المسلمين وهم جزءٌ لا يتجزأ من هذه الأمة ينظرون وبكل دقةٍ وواقعيةٍ ودرايةٍ إلى الطرف الآخر، إلى النظام القائم في البلاد، والذي يملك أكثر من غيره القدرة على هذا الإصلاح والتغيير إذا كانت لديه الإرادة والرغبة في ذلك.



وهذه المعادلة بكفتيها؛ الاستقرار والحرص عليه من جانب الشعب ومعه الإخوان المسلمون أمام إرادة النظام وقدرته- بل وواجبه- على الإصلاح السلمى والتغيير الإيجابي، نقول هذه المعادلة تمر الآن بمرحلة حرجة ودقيقة، ولأن هذا النظام- ومع الأسف الشديد- لا يقابل هذا الحال بتحرك جاد وفعَّال باتخاذ خطواتٍ صحيحة لمواجهة الفساد وتحقيق الإصلاح بحقٍّ في كافة المجالات؛ وهذا الحال لا يمكن أن يستمر ويدوم وكفة ميزان النظام فيها هذا العطب وهذا الخلل ولا يُفكِّر في حل أية مشكلة إلا بإحالة ملفها إلى جهات الأمن التي تريحه من التفكير ومن بذل أي جهدٍ حقيقي.. فإذا لم يتحرك هذا النظام وبسرعة نحو تحمل المسئولية والأخذ بزمام المبادرة لبدء مسيرة إصلاح جاد، فإن كفة الاستقرار لن تدوم طويلاً.



وحرصًا منا على تجنب أثر الغضب- غير المحسوب- الذي قد يحدث من هذا الخلل، وقيامًا بواجبنا الشرعي والوطني فإننا نوجه النظر ونطالب بالبدء فورًا في الإجراءات التالية:

أولاً: إلغاء حالة الطوارئ المفروضة على المصريين منذ ثلاثين عامًا، خاصةً أنها لم تحقق الأمن ولم تمنع الجريمة طوال هذه السنين.



ثانيًا: حل مجلس الشعب المُزوَّر بإصدار قرارٍ جمهوري من رئيس الجمهورية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لتكوين مجلس جديد يُعبِّر عن إرادة الأمة ويحقق آمال وطموحات المصريين وتحت إشرافٍ قضائي كامل.



ثالثًا: إجراء تعديلات دستورية لازمة وسريعة للمواد 5، 76، 77، 88، 179 لضمان حرية الترشح وديمقراطية الاختيار في الانتخابات الرئاسية القادمة تحت الإشراف القضائي الكامل، وإلغاء التعارض الدستوري وتحقيق التوافق مع ثوابت وتاريخ وثقافة وحضارة هذا البلد العظيم.



رابعًا: العمل السريع والفعَّال على حلِّ مشكلات المواطنين الحرجة كبدايةٍ لمسيرة إصلاح اقتصادي حقيقي يحقق العدالة الاجتماعية بتوفير السلع الضرورية والدواء، خاصةً إصلاح منظومة التعليم والصحة مع إمكانية توفر الموازنات اللازمة لذلك عبر:

1- فوائض الصناديق الخاصة التي تبلغ ميزانيتها أكثر من 1200 مليار جنيه ويتحكم فيها الفساد.



2- مخصصات الوزراء وكبار رجال الدولة التي تعدُّ بالمليارات.



3- وقف ضخ الغاز والبترول المصدر للصهاينة، وإعادة النظر في سعره وتصديره إلى دولٍ أخرى.



4- إعادة النظر في أسعار الأراضي التي تم تخصيصها لبعض رجال الأعمال وللفاسدين وسدنة النظام، وهذه تُقدَّر بمئات المليارات، وبيع ما لم يستخدم منها بالمزاد العلني لصالح الشعب.



خامسًا: إعادة النظر وفورًا في السياسة الخارجية المصرية، وخاصةً بالنسبة للصهاينة، وضرورة قطع العلاقات معهم، مع دعم الجهاد الفلسطيني، وعلى رأسه المقاومة الباسلة لتحرير أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، وإقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها القدس.



سادسًا: الإفراج والعفو العام عن جميع المعتقلين السياسيين، وعن كل الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن من محاكم استثنائية غير مختصة بمحاكمة المدنيين كمحاكم أمن الدولة أو المحاكم العسكرية.



سابعًا: الاستجابة الفورية للمطالب الفئوية التي أعلنها ويطالب بها أصحابها منذ سنوات طويلة.



ثامنًا: حرية تكوين الأحزاب السياسية بمجرد الإخطار، وإلغاء القيود على إصدار الصحف، وعلى كل وسائل الإعلام.



تاسعًا: محاكمة المفسدين الذين تضخمت ثرواتهم بصورة غير طبيعية خلال السنوات الماضية.



عاشرًا: إعادة الحيوية إلى المجتمع الأهلي المصري، وإلغاء تدخل الجهات الأمنية في كل الشئون الداخلية في الجامعات والمدارس والنقابات والأوقاف والجمعيات الأهلية والمنظمات الحقوقية.

الإخوان المسلمون

القاهرة في: 15 من صفر 1432هـ= 19 من يناير 2011م

الحاكم‭ ‬العميل‭ ‬كالمنديل‭ ‬مآله‭ ‬إلى‭ ‬الزبالة‭!‬

بقلم : د. فيصل القاسم

أشعر أحياناً أن بعض الحكام العرب في قمة الغباء، لأنهم لا يتعظون أبداً من تجارب غيرهم، ولا حتى من تجاربهم الخاصة، علماً أن الحمار يتجنب الحفرة التي وقع فيها سابقاً.

ألم ير شين الهاربين بن علي، يتساءل مواطن تونسي، كيف كانت نهاية العملاء من قبله كالرئيس الباكستاني برويز مشرف، وشاه إيران محمد رضا بهلوي، والرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، ومانويل نورييغا رئيس بنما، وادوارد شيفارنادرزه رئيس جورجيا، وسوهارتو رئيس إندونيسيا، وبينوشيه ديكتاتور تشيلي، وباتيستا ديكتاتور كوبا، وموبوتو رئيس الكونغو، وبي ناظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة، وجان أريستيد رئيس هاييتي، وعسكر أكاييف حاكم قريغسستان وغيرهم وغيرهم؟ متى يتعلم الحاكم العربي أن الضمانة الوحيدة شعبه؟ ربما ظن شين الهاربين أنه غير. لكن هذه هي الأيام تثبت له أنه، ككل الحكام العملاء الذين يضطهدون شعوبهم ويسومونها سوء العذاب‭ ‬ويؤجرون‭ ‬بلدانهم‭ ‬لأسيادهم‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وتل‭ ‬أبيب‭ ‬وواشنطن،‭ ‬لن‭ ‬يستقبلهم‭ ‬أحد‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تطردهم‭ ‬شعوبهم‭ ‬وتحرق‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬أقدامهم‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬خدماتهم‭ ‬عظيمة‭ ‬لرعاتهم‭ ‬الفرنسيين‭ ‬والإسرائيليين‭ ‬والأميركيين‭.‬
لا أدري لماذا لم يقرأ شين الهاربين بن علي وغيره من الحكام العرب الذين ربطوا مصيرهم بأميركا والغرب عموماً كتاب "كيف تبيع أمريكا أصدقاءها؟... إستراتيجية الغدر الأمريكي عبر التاريخ" للمؤلف مجدي كامل. فبالرغم من أن أميركا تخصصت عبر عقود طويلة في بيع حلفائها وأصدقائها، بمجرد أن تجد البديل الأفضل، أو تراهم آيلين للسقوط، إلا أن كثيرين هم الحكام الذين لا يتعظون. وتدور الأيام ليجدوا في النهاية الغدر بانتظارهم، وربما ترفض حتى استقبالهم في بلادها، ولو للعلاج، لأنها ببساطة استنفدتهم، فتحولوا فجأة من ملائكة إلى شياطين.‭ ‬وتشهد‭ ‬أغلفة‭ ‬مجلة‭ ‬‮"‬تايم‮"‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الغدر،‭ ‬فشتان‭ ‬بين‭ ‬موضوع‭ ‬وصورة‭ ‬غلاف‭ ‬الحاكم‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬ملاكاً‭ ‬في‭ ‬أعين‭ ‬واشنطن‭ ‬وموضوعه‭ ‬وصورته‭ ‬على‭ ‬الغلاف‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يسقط‭ ‬ويدوسه‭ ‬شعبه‭.‬
كلنا شاهد مصير الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي فتح باكستان لأميركا على مصراعيها. لقد كان نموذجاً للخادم المطيع، كما يجادل كامل، تأمره أمريكا فيطيع. طلبت منه أن يفتح بلاده على مصاريعها لرجال مخابرتها وعسكرييها ففعل. لكن عندما حاصرته جموع شعبه، وشعر بتخلي الجيش عنه قرر أن يتنحى. راهن على الأمريكيين.. انتظر المكفأة.. كان يمنّي النفس بأن يحتضنوه ويوفروا له الحماية.. كان يأمل في أن يجد لديهم الملاذ والمأوى بعد أن خدمهم طويلاً إبان وجوده على قمة السلطة، ولكن ما حدث هو أن كانت هناك صفعة أمريكية على وجهه، حيث لم يكن في الحقيقة بالنسبة لهم سوى سلعة للاستخدام مرة واحدة. وقد تم استخدمه واحترق وانتهى الأمر. انتهى دوره، وألقت به واشنطن- عملياً- في سلة المهملات، فأمريكا، وهذه حقيقة واضحة حتى للعميان، لا أصدقاء لها بل عملاء فقط.
ويقول وليم سوليفان آخر سفير أمريكي في إيران قبل رحيل الشاه في كتابه "أمريكا وإيران": "التفت الشاه نحوي وقال: إن هناك مؤامرة أجنبية تنشط ضدّي. وأنا لا أستغرب أن يفعل ذلك السوفييت والانجليز، لكن مما يحزنني من الأعماق أكثر من أي شيء آخر هو دور وكالة المخابرات‭ ‬الأمريكية‮"‬‭. ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬الشاه‭ ‬رجل‭ ‬أميركا‭ ‬المدلل،‭ ‬هرب‭ ‬كالجرذ‭ ‬ليعيش‭ ‬متشرداً‭ ‬في‭ ‬المنافي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬له‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬المساعدات‭ ‬حتى‭ ‬الإنسانية‭ ‬منها‭!‬
أما رئيس الفلبين ماركوس فقد فر وعائلته بعد إضرابات شهدتها الفلبين ضد حكمه بعد أن كان طيلة سنين حكمه خادماً مطيعاً لأسياده في واشنطن. وليس أدل على ذلك من فتح بلاده على مصراعيها لأمريكا رغم أنف شعبه.
وحدث عن خيانة أميركا للرئيس الإندونيسي سوهارتو الذي كان حليفا قويا للولايات المتحدة، فلم يعص لها أمراً لا في السياسة ولا في الاقتصاد، ولا في الأمن الاستراتيجي، ولا في الإسراف في خدمتها في مواجهة المد الشيوعي في اندونيسيا وما حولها. لقد كان بحق الجنرال الأمريكي في الجيش الاندونيسي ثم في حكم اندونيسيا. ثم كانت عاقبته: السقوط المخزي من الحكم الذي كان سببه المباشر (ثورة شعبية) ضد تدخلات البنك الدولي التي أدت إلى انهيار مروع في معيشة غالبية الشعب الاندونيسي. وعندما سقط الرجل الحليف بل قبيل أن يسقط: تفنّن الإعلام الأمريكي، كما يورد مجدي كامل في كتابه، في وصمه بالدكتاتورية والجهل والفساد وإساءة استعمال السلطة. كان هذا النفاق السياسي الهائل مجرد تسويغ لنظرية التخلي عن الحلفاء ورميهم في سلة المهملات، إذ ليس للعملاء ثمن.
أما مانويل نورييغا رئيس بنما فقد اختطفته قوة أمريكية ورحّلته إلى واشنطن حيث أودع السجن بتهم عديدة منها الاتجار في المخدرات والاحتيال. ولم يشفع له بأنه كان عميلا مخلصا للمخابرات الأمريكية، بل كان من أقرب الأصدقاء لبوش الأب أثناء رئاسته للمخابرات الأمريكية.
ولا يمكن أن يتذكر العالم عميلا نموذجيا للأمريكيين كما يتذكر الرئيس التشيلي الجنرال أوغستو بينوشيه. والسبب أن الرجل كان مستعدا لكل شيء أو أي شيء، فباع نفسه، ومن قبلها وطنه. وعندما سقط في النهاية، تخلى عنه حلفاؤه في واشنطن، ورفضوا استقباله وحتى علاجه.
ويقول الرئيس الجورجي السابق شيفرنادزة: "قدمت للأمريكيين كل ما طلبوا مني بل أكثر مما طلبوه ولعبت دورا أساسيا في انهيار الاتحاد السوفيتي. وجلبت جنرالاتهم ليدربوا جيشنا، ويقودوه، ورغم كل هذا خانوني ودبروا الانقلاب ضدي. لقد كان السفير الأمريكي يجلس معي، وبعد ساعة‭ ‬واحدة‭ ‬شاهدته‭ ‬وسط‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ضدي‭ ‬في‭ ‬الميدان‭ ‬أمام‭ ‬مبنى‭ ‬البرلمان‭. ‬ولا‭ ‬أدري‭ ‬لماذا‭ ‬فعلوا‭ ‬ذلك‭ ‬معي‮".‬‭ ‬
وها هو آخر مثال على تخلص أميركا من أزلامها كما تتخلص من القاذورات. لقد كان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي الأميركي، لا بل مثال الحاكم العربي المطلوب أميركياً وفرنسياً، لكن عندما هرب من تونس تحت جنح الظلام كالفأر المذعور امتدح الرئيس الأميركي أوباما الشعب التونسي على شهامته لتخلصه من طاغية. كذلك رفض أصدقاؤه القدامى في فرنسا وإيطاليا استقباله. لا بل إن باريس طردت على الفور أقاربه من أراضيها. وظلت طائرته تحوم في الجو حتى تكرم عليه حاكم عربي فسمح له بالإقامة في بلده كسجين‭ ‬وليس‭ ‬حتى‭ ‬كلاجئ‭.‬
متى‭ ‬يعي‭ ‬الحكام‭ ‬العملاء‭ ‬والكثيرون‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬الحكام‭ ‬العرب‭ ‬أن‭ ‬الحاكم‭ ‬العميل‭ ‬الذي‭ ‬يخون‭ ‬شعبه‭ ‬كالمنديل،‭ ‬يكون‭ ‬قبل‭ ‬الاستخدام‭ ‬في‭ ‬الجيب‭ ‬قريباً‭ ‬من‭ ‬القلب،‭ ‬وبعد‭ ‬الاستخدام‭ ‬في‭ ‬الزبالة؟‭ ‬

10 مطالب لتجنب الثورة الشعبية


شهدت الساحة التونسية تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية، وبدأت عمليات شبه منظمة للقفز على إنجاز الشعب التونسي والالتفاف على انتفاضته المباركة، والعودة بالأوضاع إلى ما كانت عليه قبل هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، ويتزامن ذلك مع أحداث عديدة في مصر والبلدان العربية الأخرى تُنذر بضرورة أن تفيق الأنظمة والحكومات المختلفة، وتستجيب لمطالب شعوبها، وحول ما تشهده تونس وتأثيرات ذلك على مصر وما يجري في السودان وفلسطين ولبنان يُوضِّح الإخوان رأيهم على النحو التالي:

أولاً: على الصعيد المحلي

- يؤكد الإخوان المسلمون أن إقدام بعض المصريين على ارتكاب كبيرة الانتحار التي شهدتها مصر خلال الأيام الثلاثة الماضية- على الرغم مما فيها من حرمة شرعية- كانت كلها احتجاجات على الممارسات الحكومية الخاطئة، ويتحمل الوزر الأكبر فيها النظام الحاكم، وقد تفجَّر الغضب الكامن داخل الشعب المصري، والذي عاني لعشرات السنين من نظام الحكم الاستبدادي ومن رموز الفساد فيه التي تعمل لمصالحها الخاصة دون النظر لما يحتاجه الشعب المصري، الذي تزداد أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية سوءًا يومًا تلو الآخر، فضلاً عما يشعر به الشعب من مرارة تزوير إرادته في انتخابات مزورة رصدها المواطن بنفسه ورصدتها كل وسائل الإعلام العالمية وكل منظمات المجتمع المدني الداخلية والخارجية.



- يتقدم الإخوان المسلمون بمطالب عاجلة لتهدئة الاحتقان داخل الشارع المصري، ويرى الإخوان أن العمل على تنفيذ هذه المطالب بأقصى سرعة يمكن أن يؤدي إلى تهدئة الأوضاع الداخلية ويدعم الاستقرار في البلاد ويقي مصر من ثورةٍ شعبيةٍ ستكون أكثر ضراوةً وأوسع أثرًا مما حدث في تونس الشقيق، والمطالب هي:

أولاً: إلغاء حالة الطوارئ المفروضة على المصريين منذ ثلاثين عامًا، خاصةً أنها لم تحقق الأمن ولم تمنع الجريمة طوال هذه السنين.



ثانيًا: حل مجلس الشعب المُزوَّر بإصدار قرارٍ جمهوري من رئيس الجمهورية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة لتكوين مجلس جديد يُعبِّر عن إرادة الأمة ويحقق آمال وطموحات المصريين وتحت إشرافٍ قضائي كامل.



ثالثًا: إجراء تعديلات دستورية لازمة وسريعة للمواد 5، 76، 77، 88، 179 لضمان حرية الترشح وديمقراطية الاختيار في الانتخابات الرئاسية القادمة تحت الإشراف القضائي الكامل، وإلغاء التعارض الدستوري وتحقيق التوافق مع ثوابت وتاريخ وثقافة وحضارة هذا البلد العظيم.



رابعًا: العمل السريع والفعَّال على حلِّ مشكلات المواطنين الحرجة كبدايةٍ لمسيرة إصلاح اقتصادي حقيقي يحقق العدالة الاجتماعية بتوفير السلع الضرورية والدواء، خاصةً إصلاح منظومة التعليم والصحة مع إمكانية توفر الموازنات اللازمة لذلك عبر:

1- فوائض الصناديق الخاصة التي تبلغ ميزانيتها أكثر من 1200 مليار جنيه ويتحكم فيها الفساد.



2- مخصصات الوزراء وكبار رجال الدولة التي تعدُّ بالمليارات وبيع ما لم يستخدم فيها بالمزاد العلني لصالح الشعب.



3- وقف ضخ الغاز والبترول المصدر للصهاينة، وإعادة النظر في سعره وتصديره إلى دولٍ أخرى.



4- إعادة النظر في أسعار الأراضي التي تم تخصيصها لبعض رجال الأعمال وللفاسدين وسدنة النظام، وهذه تُقدَّر بمئات المليارات، وبيع ما لم يستخدم منها بالمزاد العلني لصالح الشعب.



خامسًا: إعادة النظر وفورًا في السياسة الخارجية المصرية، وخاصةً بالنسبة للصهاينة، وضرورة قطع العلاقات معهم، مع دعم الجهاد الفلسطيني، وعلى رأسه المقاومة الباسلة لتحرير أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، وإقامة الدولة الفلسطينية عليها وعاصمتها القدس.



سادسًا: الإفراج والعفو العام عن جميع المعتقلين السياسيين، وعن كل الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن من محاكم استثنائية غير مختصة بمحاكمة المدنيين كمحاكم أمن الدولة أو المحاكم العسكرية.



سابعًا: الاستجابة الفورية للمطالب الفئوية التي أعلنها ويطالب بها أصحابها منذ سنوات طويلة.



ثامنًا: حرية تكوين الأحزاب السياسية بمجرد الإخطار، وإلغاء القيود على إصدار الصحف، وعلى كل وسائل الإعلام.



تاسعًا: محاكمة المفسدين الذين تضخمت ثرواتهم بصورة غير طبيعية خلال السنوات الماضية.



عاشرًا: إعادة الحيوية إلى المجتمع الأهلي المصري، وإلغاء تدخل الجهات الأمنية في كل الشئون الداخلية في الجامعات والمدارس والنقابات والأوقاف والجمعيات الأهلية والمنظمات الحقوقية.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن هذه المطالب هي الحد الأدنى والبداية المعقولة التي يمكن أن يتم البناء عليها في المرحلة المقبلة، إذا كان النظام المصري جادًّا في الإصلاح وحريصًا على الاستقرار، ويعمل على تحقيق مصالح شعبه بشكلٍ حقيقي وليس بمجرد تصريحات إعلامية لم تعد لها قيمة عند رجل الشارع الذي يعي ما يحدث من حوله دائمًا.



- ويؤكد الإخوان المسلمون أنهم جزءٌ لا يتجزَّأ من المجتمع، ولا يطلبون إلا ما يطالب به كل أفراد الشعب، ولا يريدون سوى الإصلاح والتغيير السلمي للأوضاع الخاطئة والعمل على استقرار الأمن والأمان لهذا الوطن، ولكن إذا استمرَّ الحال على ما هو عليه فلا يستبعد حدوث ثورة شعبية، ولكن كما قال الإمام البنا: "ليست من صنعنا"، ولكن لا نستطيع أن نمنعها؛ فالحريات العامة والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان والإصلاح السياسي؛ هي مسئولية السلطة، وإذا رأى الشعب جدية النظام في العمل على تحقيق مطالبه فذلك أدعى للاستقرار، ولكن الشعوب قد تنتفض حتى تعود لها حقوقها.



ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي

- يؤكد الإخوان المسلمون وقوفهم إلى جانب الشعب التونسي في انتفاضته التي أكدت أن الشعوب تستطيع أن تنتزع حقوقها مهما كان جبروت النظام وظلمه، وأن احتماء الأنظمة بالغرب وأصحاب المشروع الصهيوني، لن يحميهم ولن يحقق لهم أمنًا ولا استقرارًا، وأن العمل على تحقيق مصلحة الشعوب ومنحها حقوقها هو الضمانة الحقيقية لاستمرار أي نظام طبقًا لإرادة شعبه الحرة.



- يحذر الإخوان المسلمون من محاولات الالتفاف المنظمة والمتعددة لأركان النظام السابق للقفز على الانتفاضة الشعبية التونسية، ومحاولات السطو على إنجاز هذا الشعب المجاهد، والعودة به إلى نقطة الصفر بمجرد تغيير عددٍ من الأشخاص في السلطة، وهو ما يُمثِّل خطورةً ويعطي الفرصة للأصابع الأجنبية، وتحديدًا الصهيونية للعبث بمصلحة الشعب التونسي الذي وعي حقه جيدًا، وأعلن موقفه بشكلٍ صريح ولن يقبل عودة النظام البوليسي التغريبي مرةً أخري، وهو ما يتطلب من الشعوب العربية والإسلامية أن تستمر في دعمها لهبة الشعب التونسي للحفاظ على حركته المباركة وحقوقه المشروعة.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن القرارات التي اتخذتها عدة حكومات عربية وإسلامية بتخفيض الأسعار ووقف زيادات كانت متوقعةً على أسعار السلع والخدمات الأساسية، لامتصاص غضب الشعوب كما حدث في مصر والجزائر والأردن والكويت وغيرهم من الدول العربية، هي مسكنات انتهت صلاحيتها لدى الشعوب، التي لم تعد تقبل هذا التزييف وتضييع الفرص وإضاعة الوقت بتهميش مطالبها في توفير السلع أو تقليل أسعارها، ويطالب الإخوان المسلمون الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية بضرورة الاستجابة لمطالب شعوبها بإطلاق الحريات واحترام إرادتها ومحاربة الفساد الذي تفشي في كل هذه الأنظمة والحكومات العربية بشكلٍ دائمٍ وفعَّال.



- يتابع الإخوان المسلمون بقلقٍ بالغٍ تطورات الأحداث في لبنان بعد استقالة حكومة الحريري وتأثيرات قرار المحكمة المختصة بمقتل الرئيس رفيق الحريري على الأوضاع هناك، ويطالب الإخوان المسلمون كافة الأحزاب والقوى والتيارات السياسية اللبنانية بالحوار الجاد المخلص والتكاتف لتجاوز هذه العاصفة التي يمكن أن تهز استقرار لبنان والمنطقة كلها، وهو ما يريده العدو الصهيوني، الذي يعمل على زرع بذور الفتنة والخلافات بين أبناء الشعب اللبناني.



- يدعو الإخوان المسلمون القمة الاقتصادية التي تشهدها مدينة شرم الشيخ حاليًّا إلى تفعيل قراراتها السابقة في قمة الكويت الخاصة بتخصيص ملياري دولار لإعادة إعمار ما خلفته الحرب الصهيونية في قطاع غزة، إلا أنه رغم مرور عامين فإن القطاع لم يصله من هذه الأموال أو القرارات أي شيء.



- كما يطالب الإخوان القادة المجتمعون بضرورة توجيه الدعم لتنمية جنوب السودان، حتى يكون للعرب والمسلمين موضع قدمٍ في دولة وليدة تريد الصهيونية العالمية أن تكون رأس حربة ضد الإسلام والعروبة.



- يؤكد الإخوان المسلمون أن التصريحات التي أطلقها السفاح الصهيوني إيهود بارك بأن سبب نجاح الاحتلال في مواجهة المقاومة بالضفة الغربية يعود للتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية قد كشف سوءةً جديدةً من سوءات هذه السلطة التي تخلَّت عن دورها في مقاومة المحتل الصهيوني، وأصبح شغلها الشاغل هو مواجهة المقاومة الفلسطينية لدعم الاحتلال الصهيوني الغاصب، ويرى الإخوان أنه آن الأوان ليعلن شرفاء حركة فتح تخليهم عن هذه السياسات الإجرامية وبراءتهم منها التي دعمت الاحتلال وتصدت للمقاومة، وأن يتخذ هؤلاء الشرفاء- وما أكثرهم في حركة فتح - خطوات جادة لإتمام المصالحة الفلسطينية ودعم المقاومة الباسلة ووقف كافة أشكال التنسيق مع الاحتلال الصهيوني، والعمل على كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وتفعيل المقاومة داخل الضفة الغربية لتحرير المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف.

الجزارة الدولية لتقسيم السودان


الأربعاء، يناير ١٩، ٢٠١١

ثورة الياسمين تسقط طاغية قرطاج


ما لم يحسب له أحد حسابا ولا حتى الملاحظون من الخارج هو ما آلت إليه الأمور في الأيام الأخيرة الماضية حيث أقدم شاب تونسي على حرق نفسه احتجاجا لأن شرطية صفعته وبصقت عليه وأهانته، وصادرت العربة التي يستخدمها لبيع الخضر والفواكه ومنعته من ممارسة عمله كبائع متجول، وعندما تقدم بشكوى لسلطات الولاية وجد الأبواب موصدة في وجهه، عندها سكب البنزين على جسده وأضرم فيه النار.

الشاب هو محمد البوعزيزي (26 عاما) من سيدي بوزيد وعدم ذكر اسمه في البداية ليس تصغيرا من شأنه رحمه الله وإنما لأنه مثل عشرات الآلاف من شباب تونس الذين أكملوا دراستهم منذ سنوات ليفاجئوا بأن لا أمل لهم في العمل ولا وفي الحلم ولا في الحياة وأنهم لا يمكنهم العمل إلا بالانتماء للتجمع الدستوري أو بدفع مبالغ طائلة.

مات محمد البوعزيزي وحاولت السلطات التكتم على الموضوع حتى كشفت عائلته وفاته، بالرغم من عدم إعلان السلطات التونسية الخبر رسميا.

الأحداث حركت الشارع التونسي بكافة فئاته من حول المطالب الاجتماعية الاقتصادية. والدليل على خطورة الموقف أن بن علي اضطر إلى توجيه خطاب يصبّ فيه غضبه على حركة احتجاجية أظهرت أن الكل أصبح ضد بن علي. إذ يقف النظام وأجهزته في جهة، والشارع والقوى النقابية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الجهة المقابلة.

لم تتوقف السلطات التونسية عن التعتيم على الخبر الذي أثار الكثير من الموجات الاحتجاجية في البلاد، فقامت قوى الأمن بمنع آلاف من الشعب التونسي وصل عددهم إلى حوالي 5 آلاف شخص ومئات السيارات ساروا في الجنازة مكوّنين موكبا طوله 3 كيلومترات من الخروج في جنازة محمد البوعزيزي.

انتشرت المظاهرات وقد كانت عائلته تعتزم أن تمرّ الجنازة أمام مقر الولاية فتصدت لهم الشرطة واستخدمت العنف والضرب ضد المواطنين في الجنازة لمنع مرورها، وسط هتافات وشعارات تضمنت “لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله”، و”سنبكي من أبكاك.. يا محمد لن ننساك”، بالإضافة إلى “لن تستسلم لن نبيع.. دم محمد لن يضيع”، و”بالروح بالدم نفديك يا بوزيد”.

ونددت الشعارات بقهر الحكومة بـ “يا حكومة عار عار.. الأسعار اشتعلت نار”. و"التشغيل استحقاق يا عصابة السراق" اندلعت في نفس اليوم 17 ديسمبر مظاهرات واحتجاجات سلمية في مدينة سيدي بوزيد تعاطفا مع محمد بوعزيزي، تحولت في اليوم التالي إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة.

السلطات التونسية اعتبرت أنها حادثة فردية كما رفضت بشدة ما وصفته بالتوظيف السياسي غير الشريف لما جرى في المدينة من أحداث قالت إنها ناتجة عن مسألة شخصية فردية معزولة.

وقال مصدر رسميّ، إن التأويلات التي ذهبت إليها بعض الأطراف بشأن الحادثة التي حصلت في سيدي بوزيد، غير مبررة. واستغرب المصدر الرسمي محاولات بعض الأطراف الانحراف بهذه الحادثة الشخصية المعزولة عن سياقها الحقيقي واستغلالها لأغراض سياسية غير شريفة وربطها بغرض التضليل والإثارة بحقوق الإنسان والحريات، والتشكيك في مقومات التنمية بالجهة.

مشاهد فظيعة وشهادات مثيرة نقلتها مقاطع فيديو روّجت لها أخيراً «اللجنة المحلية لمتابعة الأضرار» عن ممارسات قوات مكافحة الشغب أثناء قمعهم لاحتجاجات المواطنين في مختلف المدن والقرى وتم نشرها في مواقع متعددة على الانترنيت.

قامت القوات الأمنية بمداهمات واسعة النطاق لمحالّ ومنازل أهالي السكان، وأتلفت معداتهم ونهبت بضائعهم. أدّت الصدامات إلى سقوط عشرات القتلى برصاص رجال الحرس الوطني واعتقال عدد غير محدد من المواطنين.

نُظّمت مسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة سيدي بوزيد، ردّد فيها المحتّجون شعارات، مثل « حق التشغيل» و«التشغيل استحقاق يا حكومة السرّاق» وقد نشطت التجمّعات الشعبية في مدن أخرى، مثل القصرين وتالة وجرجيس وبن قردان وفريانة وسوسة ونابل ومدنين وصفاقس وقفصة وأم العرائس والرديف، جوبهت جميعها من طرف الشرطة.

هذه التحركات، كشفت عن عيوب كبيرة في برامج التنمية الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة التونسية. فولاية سيدي بوزيد التي انطلقت فيها الاحتجاجات، يقطنها قرابة 400 ألف نسمة، بينهم نحو 42 ألف يعيشون تحت خط الفقر، حسب دراسة وضعها الاتحاد العام التونسي للشغل.

وتبلغ فيها نسب البطالة أرفع مستوياتها نتيجة غياب منشآت سياحية ضخمة أو مناطق صناعية توظف طالبي العمل. أسباب كافية دفعت السكان إلى التظاهر بعدما فقدوا الثقة في مؤسسات الدولة في تشغيل العاطلين من العمل والتقليص من حدّة الفقر. كما أنهم فقدوا الثقة تماما في النظام القائم للمرة الأولى مرة منذ أن تولى زين العابدين بن علي الحكم في 7 نوفمبر1987، يردّد التونسيون شعارات مناهضة لرئيس الدولة ولأطراف من أقاربه.

فخلال التظاهرات رفع المئات من الغاضبين شعارات «التشغيل استحقاق يا عصابة السراق» و«التشغيل مش مزية يا عصابة الطرابلسية»، في إشارة إلى عائلة زوجة الرئيس النافذة ليلى الطرابلسي. فمن النادر أن يُجهَر بمواقف صريحة ضد أقارب عائلة الرئيس الذين يتمتعون بنفوذ واسع النطاق، ويسيطرون على مفاصل الاقتصاد الوطني كما أنهم يفعلون ما يريدون دون حسيب أو رقيب.

ولتبرير العنف الذي لجأت إليه قوات الأمن ضد المواطنين، قالت وزارة الداخلية، إن المتظاهرين اقتحموا الممتلكات العامة وأضرّوا بمنشآت حكومية. إن عمليات التضييق والمحاصرة التي تقول أحزاب المعارضة إنّ السلطة تمارسه ضدها وصف ينسحب أيضاً على قطاع الإعلام المحلي الذي غاب عن مواكبة الأحداث الجارية في المنطقة، قبل أن تفتح بعض الصحف صفحاتها بصورة فجائية لنقل المستجدات الحاصلة، لكن هذه المرة بصورة موجّهة تحيل للوهلة الأولى أن الوضع يسير نحو التهدئة.

فصحيفة «الشروق» المقربة من السلطة نقلت، خبر إيقاف عدد من المسؤولين المحليين، وفسحت كذلك المجال للتهجم على من نعتتهم بالمناوئين الذين يقومون بالركوب على الحدث وتهويل الأمور. بل إنّ بعض الأحزاب، التي تؤدّي دور المجمّل لقمع السلطة، غابت كلياً عن إسناد المحتجّين، ونشرت بيانات إعلامية تتهجّم على قناة «الجزيرة» الفضائية التي تكفلت بتغطية شاملة لأنباء الغليان الشعبي أمام صمت التلفزيون الحكومي.

ووصف الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري، منذر ثابت، هذه التغطية بأنها «حملة إعلامية مشبوهة تتعارض مع خدمة المواطن». أما الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، محمد بوشيحة، فقال «نحن متأكدون أن مزاعم الجزيرة وبعض وكالات الأنباء التي حذت حذوها قد باتت مكشوفة أمام الرأي العام الوطني وكل القوى الوطنية والمتمسكين بالمقاربة الموضوعية من أصدقاء تونس في الخارج».

وأصدر حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، بياناً قال فيه «تبيّن لنا أنّ قناة الجزيرة اختارت التعامل في التعليق على الأحداث على جهات معينة معروفة بانتماءاتها السياسية، أي إنها ليست محايدة في نقل الحدث، بل وضعت نفسها طرفاً في معادلة اخترقتها هذه الأطراف رغم محدودية فعلها ميدانياً وذلك بالتهويل والتوظيف السياسيين".

ورأت عضو مجلس النواب، عزيزة حتيرة، أن قناة «الجزيرة» «تبحث دوماً بل تعيش من التهويل ومن تضخيم الأحداث كي تستقطب المشاهد الذي يميل إلى الإثارة». وأضافت إن القناة القطرية «تعتمد على شهود عيان مجهولين وعلى مراسلات عن بعد وعلى لقطات منشورة على الإنترنت من جانب هواة ومجهولة المصدر».

حملة التعتيم الإعلامي لم تعد مفيدة في ظل تعاظم دور الإنترنت، الذي تحول إلى وسيلة إعلام أكثر صدقاً وقرباً من الواقع. فغالبية الأحداث الجارية نقلتها عدسات الهواتف المحمولة وكاميرات التصوير الخاصة المملوكة من طرف المواطنين.

بلغت الاضطرابات المطلبية في تونس حداً دفع بالرئيس زين العابدين بن علي إلى الظهور علناً في خطاب نقل عبر شاشات التلفزة مباشرة لتأكيد مجموعة من النقاط، في مقدمتها «أن ما اتخذته الأحداث من أبعاد أمر مبالغ فيه بسبب الاستغلال السياسي لبعض الأطراف» مضيفاً أن «لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض في دولة القانون» وقال بن علي إن "بعض الأطراف لا يريدون الخير لبلادهم ويلجؤون إلى بعض التلفزيونات الأجنبية التي تبثّ الأكاذيب والمغالطات دون تحرٍّ، بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الإعلامي العدائي لتونس».

وأضاف: «إننا نقدّر الشعور الذي ينتاب أي عاطل من العمل، وخصوصاً عندما يطول بحثه عن الشغل وتكون ظروفه الاجتماعية صعبة وبنيته النفسية هشّة، ما يودى به إلى الحلول اليائسة ليلفت النظر إلى وضعيته. نحن لا ندخر جهداً لتفادي مثل هذه الحالات بالمعالجة الخصوصية الملائمة» وتابع «إن البطالة شغل شاغل لسائر بلدان العالم المتقدمة منها والنامية ونحن في تونس نبذل كل الجهود للحد منها ومعالجة آثارها وتبعاتها، وخصوصاً بالنسبة إلى العائلات التي لا مورد لها. وستبذل الدولة جهوداً إضافية في هذا المجال خلال المدة القادمة» .

كما قال: «لقد دأبنا منذ التغيير على تكريس الحوار مبدأً وأسلوباً للتعامل بين سائر الأطراف الوطنية والاجتماعية حول القضايا والمستجدات التي تطرح أمامنا. ولا يمكن بأي حال من الأحوال رغم تفهمنا أن نقبل ركوب حالات فردية أو أي حدث أو وضع طارئ لتحقيق مآرب سياسية على حساب مصالح المجموعة الوطنية ومكاسبها وإنجازاتها، وفي مقدمتها الوئام والأمن والاستقرار، مشدداً على أن «لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع وسيلة للتعبير أمر مرفوض في دولة القانون مهما كانت أشكاله وهو مظهر سلبي وغير حضاري يعطي صورة مشوهة عن بلادنا تعوق إقبال المستثمرين والسياح بما ينعكس على إحداثات الشغل التي نحن في حاجة إليها للحد من البطالة. وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم».

ومع ذلك، جدد بن علي «تأكيد احترام حرية الرأي والتعبير والحرص على ترسيخها في التشريع والممارسة» وقد تلخص خطابه في محاولة تحليل للأحداث لم ترق إلى المستوى المأمول متحدثا عن سمعة تونس أمام السياح الأجانب وكأن رأي السياح أهم من كرامة الشعب. وإطلاق وعود ملّها الشعب التونسي ولم يعد يصدقها ثم اتهام عناصر مأجورة وجهات لا تريد الخير لتونس بتنظيم هذه التظاهرات وانتقل أخيرا إلى التهديد والوعيد بالعقاب الشديد في خطاب مقتضب ومرتبك.

أدانت منظمة العفو الدولية يوم السبت ما وصفته بـ"القمع المتواصل الذي تمارسه السلطات التونسية ضد موجة الاحتجاجات" التي أشعلتها محاولة انتحار أقدم عليها شاب احتجاجاً على ظروفه الحياتية،" ودعت المنظمة الحكومة التونسية إلى السماح بحرية التعبير بعد سقوط قتيلين وعشرة جرحى.

وقالت منظمة العفو الدولية إنه "يتعيّن السماح للتونسيين بأن يعبروا عن المظالم التي يعانون منها وأن يحتجوا بحرية. فقد أطلقت السلطات وعوداً فارغة بشأن فرص العمل لم يتبعها سوى حملات قمع ضد المحتجين،" بحسب تعبيرها. وتابعت المنظمة بالقول: "ومع أن السلطات التونسية تتحمل مسؤولية الحفاظ على النظام العام، إلا أن هذا لا يجوز أن يتحول إلى ذريعة لاستهداف الناس فقط لقيامهم بممارسة حقوقهم في حرية التعبير والتجمع."

وطالب الاتحاد الأوروبي بإطلاق سراح المتظاهرين المعتقلين في تونس على الفور. وعبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن الأسى لأحداث العنف وعن تعازيها لأسر الضحايا. حيث قالت إن الاتحاد الأوروبي يدعو لإطلاق سراح الصحفيين والمدونين والمحامين وبقية المعتقلين على خلفية الاحتجاجات.

أما فرنسا فقد دعت إلى الهدوء، وعبرت على لسان الناطق باسم الخارجية برنارد فاليرو أيضا عن الأسف لأحداث العنف، معتبرة أن الحوار هو الوحيد الذي سيسمح للتونسيين بحل مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية. كما قالت الحكومة الفرنسية أنها على استعداد لمساعدة أجهزة الأمن بخبراتها حتى تقمع المتظاهرين دون إراقة الكثير من الدماء.

وفي برلين، حذرت وزارة الخارجية الألمانية اليوم الاثنين مواطنيها من السفر إلى تونس في ظل الاحتجاجات المستمرة في البلاد، وذلك بعدما أصدرت تحذيرا مماثلا للسفر إلى الجزائر.

وفي واشنطن، استدعت الخارجية الأمريكية السفير التونسي لإبلاغه قلق الولايات المتحدة حيال الأحداث التي تجري في البلاد، وقال الناطق باسم الخارجية، بي جي كرولي، أن واشنطن أبلغت السفير حرصها على ضرورة ضبط النفس.
كما قال إن وزارته نقلت إلى السفير التونسي قلقها على قدرة شعب تونس على ممارسة حقوقه وحرية التعبير والتجمع وتدخل الحكومة "المحتمل" في شبكة الإنترنت والذي يتضمن تدخلا في حسابات على موقع فيسبوك فاستدعت وزارة الخارجية التونسية سفير الولايات المتحدة لدى تونس غوردن غراي وأبلغته استغرابها من الموقف الذي عبّر عنه الناطق باسم الخارجية الأميركية على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها بعض المناطق التونسية وأبلغته أن تونس تفاجأت بمحتوى تصريح الناطق باسم الخارجية الأميركية الذي يستند إلى معلومات من عناصر مناوئة دون التأكد من صحتها ودون مراجعة السلطات الرسمية.

ومجرد استدعاء السفير الأمريكي ومساءلته وضع الحكومة التونسية في موقف أكثر حرجا مع حليفتها الولايات المتحدة. وأكدت له في المقابل أن كل الحريات بما في ذلك حرية التجمع مضمونة بموجب الدستور والقانون في تونس، وأنه لم يقع إطلاقا منع أو عرقلة التجمعات ما دامت سلمية وغير عنيفة.. وذكر بيان منظمة العفو الدولية أن السلطات التونسية تحاول التعتيم إعلامياً على الأحداث، عبر حجب المواقع الإلكترونية وإغلاق حسابات البريد الإلكتروني لناشطي الإنترنت، ولاسيما من يستخدمون موقع "فيسبوك،" واتهم البيان الحكومة بأنها " لم تتعلم شيئاً من دروس طريقتها في التعامل مع مظاهرات قفصة في 2008."

لقد أعلنت جهات عديدة في البلاد التّونسيّة التحاقها بالانتفاضة مشاركة في ألمها واحتجاجها ونضالها كما شاركتها التّفقير المنهجي والبؤس والجوع والبطالة واليأس. طلع الناطق باسم رئاسة الجمهورية ليقول إن الرسالة قد وصلت هذه الرسالة التي إما أن وصولها تأخر 23 عاما أو أنها قد وصلت منذ زمن ولكنهم أهملوها ولم يعلنوا وصولها إلا يوم أمس حين شعروا بالخطر يهدد وجودهم.

تواصلت الاحتجاجات الشعبية على تردي الأوضاع المعيشية في تونس مساء الاثنين، في حين دعا الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق سراح المعتقلين على خلفية هذه الأحداث. كما شهدت جامعة المنار في العاصمة تونس تجمعا لمئات الطلبة للاحتجاج على الأحداث. وطوقت الشرطة التونسية المظاهرة ومنعتها من الانتقال إلى خارج أسوار الجامعة. كما اعتدت على النقابيين والصحفيين والمسرحيين والفنانين. ولا أتصور قطاعا في تونس لم يتعرض للمحاصرة والاعتداء.

ليخرج الرئيس مرة أخرى على التلفزيون التونسي في خطاب بدا فيه ضعيفا مهزوزا مرتبكا يتوسل إلى الشعب التونسي ليبقيه حتى يكمل فترته الرئاسية مع الوعد بألا يترشح مرة أخرى مع الكثير من الوعود.

ولكن الشعب اجابه بوضوح "لا وألف لا" وقد شهد حي النور بمدينة القصرين (وسط غرب البلاد) ومدينة الرقاب في ولاية سيدي بوزيد وسط تونس، تشييع جنازات لعدد من قتلى أحداث الأيام الماضية سرعان ما تحولت لأعمال عنف أطلقت فيها الشرطة الرصاص وسقط فيها عشرات الشهداء.

وأفاد شهود أن تعزيزات من الجيش أرسلت إلى مدن القصرين وسليانة والرقاب ومكناسي لدعم قوات الشرطة المتواجدة هناك. وقد حدثت, حسب بعض المصادر, مناوشات بين الشرطة والجيش الذي رفض إطلاق النار على المتظاهرين.

لم تكن ردود الفعل الأولى على خطاب بن علي في مستوى ما يأمله الرئيس التونسي ، حيث لم تهدأ الحركات الاحتجاجية بل توسعت أكثر فأكثر وشهدت العاصمة تونس التي كانت لغاية الآن بمنأى عن المواجهات العنيفة بين الشرطة والمحتجين أعمال عنف كبيرة وتناقلت مدونات الانترنت مشاهد مصورة بالفيديو عن لجوء الشرطة للعنف ضد المتظاهرين ومنعهم من بلوغ شارع الرئيس الحبيب بورقيبة.

كما تناقلت صفحات فايس بوك صورا جديدة مؤثرة للغاية عن قتلى سقطوا برصاص الشرطة في مدينة القصرين مما يعني أن المواجهات العنيفة لا تزال مستمرة في هذه المدينة التي سجلت لغاية الآن أكبر عدد من القتلى في صفوف المحتجين وصل حسب مصادر نقابية لما يقارب الثلاثين .

الحكومة التونسية علقت الدروس في المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات إلى أجل غير مسمى وذلك بعد أسبوع من استئنافها ، في خطوة توضح أن الأمور خرجت فعلا عن السيطرة ، خاصة أن انضمام طلبة الجامعات و المدارس إلى المحتجين قد زاد النار اشتعالا ووسع من رقعة المواجهات بين المحتجين والشرطة .

المواجهات وصلت أخيرا إلى العاصمة حيث عمّت الاضطرابات حي التضامن وحي الانطلاقة. ولا يبدو أن تغيير وزير الداخلية وقرار الاجتماع بمجلس النواب والمستشارين ومحاسبة المسؤولين عن الفساد قد غيّر شيئا في الأوضاع حيث سقط شهداء في قبلي ودوز بعد قرار تغيير الوزير وإطلاق سراح المعتقلين.

وصلت الانتفاضة إلى شوارع العاصمة دون أن يخشى التونسيون رصاص الشرطة والقناصة وتقدموا إلى شارع الحبيب بورقيبة. ورغم العنف غير المسبوق وإطلاق الرصاص من أجهزة الشرطة إلا أن الجماهير أصرت على أنها لن ترضى بغير رحيله.

وفي الأيام الأولى بدا بن علي ممسكا بزمام الأمور يصف المتظاهرين بالإرهابيين، ويعد بمنح 15 مليون دولار لتنمية تلك المناطق، تطورت لاحقا لخمسة مليارات دولار، وصعد القناصة إلى أسطح المنازل، ولم تفلح سياسات الوعيد والتهديد، كما لم يخف الناس عدد القتلى المتصاعد (أكثر من مائة قتيل حسب المعلن حتى الآن) انصاع بن علي لمطالب الجماهير ، و طأطأ رأسه بنفسه بعد أن أقال مسؤولين كبارا، من ضمنهم وزير الداخلية، كما تنازل أكثر عندما ناشد الشعب وقف العنف متعهدا بالإصلاح السياسي، ومطالبا بمنحه فرصة، متعهدا بعدم الترشح، وهو ما لم يهدئ ثورة المتظاهرين الذين حاصروا وزارة الداخلية التي كانت رمز سلطة اعتمدت على الشرطة، وهمشت القوى الأخرى بما فيها الجيش.

فما كان منه إلا أن غادر البلاد. ومهما كان من ضبايبة في مستقبل السلطة بعد إعلان سفر بن علي وتولي وزيره الأول زمام السلطة، وما إذا كانت الإجراءات المعلنة تعني انتهاء نظام بن علي أو سقوط رأسه فقط، فإن جميع المحللين والقادة السياسيين في تونس ينتهون إلى رأي واحد، هو أن رحيل بن علي يعني "انتهاء نموذج" حكم تونس بعيدا شعارات المعجزة الاقتصادية التي كشفتها شرارة سيدي بوزيد.

ظهر الغنوشي على القناة التلفزية التونسية وعلى جانبيه رئيس البرلمان ورئيس المجلس الدستوري قبيل الساعة السادسة من عشية يوم الجمعة، وقال: "بداية من الآن أتولى ممارسة سلطات الرئيس، وأدعو كافة أبناء تونس وبناتها من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية ومن كافة الفئات إلى التحلي بالروح الوطنية والوحدة، لتمكين بلادنا من تخطي هذه المرحلة الصعبة واستعادة أمنها واستقرارها".

ومنذ إعلانه الخبر خرجت مظاهرات في القصرين وقفصة وقابس وجهات أخرى ترفض توليه الرئاسة لأنه يمثل جزءاً من النظام السابق. ثم ظهر الخبراء قانونيون في تونس في تصريحات فورية مجاهرة بكون الوزير الأول محمد الغنوشي قد خالف الدستور حين تولى رئاسة البلاد خلفا للرئيس المخلوع، مؤكدين أنه يجب تولية رئيس البرلمان.

أستاذ القانون الدستوري الصادق بلعيد وصف ما أقدم عليه الغنوشي بخيانة دستورية يراد منها التلاعب بالسلطة بعدما ضُغط على رئيسي البرلمان والمجلس الدستوري.. قبل أن يردف: "إعمال الفصل 56 باطل حيث يجب توفر تفويض من الرئيس التونسي المخلوع وهو ما لم يحدث" السفارات التونسية في عواصم عديدة شهدت تجمعات عديدة أمامها للاحتفال بمغادرة زين العابدين بنعلي للقصر الرئاسي، الذي تأكد ذهابه الى المملكة العربية السعودية بعد أن ضاقت به السبل والأجواء حيث رفض أصدقاؤه الفرنسيون استقباله.

وقد عرفت العديد من المدن التونسية غيابا لقوى الأمن.. مما دفع بالشباب لحماية أرواحهم وأهلهم وأموالهم من بقايا "ميليشيات التجمع الدستوري " تهاجم المنازل بهدف الترويع والدفع بالبلاد صوب مسار دموي عسير.. ربما أرادوا من خلاله أن لا أمن ولا أمان في تونس إلا بهم.

تم إقصاء زين العابدين بن علي نهائيا من السلطة وفر إلى السعودية بعد شهر من الاحتجاجات في تونس وقد أعلن المجلس الدستوري اليوم السبت "شغور السلطة" وعين رئيس البرلمان التونسي فؤاد المبزع رئيسا للبلاد بالوكالة.

وقد أعلن فؤاد المبزع في كلمة مقتضبة بعد أدائه اليمين الدستورية أن المصلحة العليا للبلاد تقتضي تشكيل "حكومة ائتلاف وطني". واستيقظت تونس في أجواء من الضغط بعد ليلة من النهب في ضواحي تونس نسبها عدة شهود إلى أنصار الرئيس المخلوع. وحلقت مروحيات الجيش الذي دعي إلى احتواء العنف في أجواء العاصمة.

واستند هذا التغيير المفاجئ إلى الفصل 57 من الدستور وذلك بناء على طلب من رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد الغنوشي الذي أعلن الجمعة توليه الرئاسة بالوكالة بعد فرار زين العابدين بن علي نزولا عند ضغط الشارع.

ويأتي هذا التطور المفاجئ في حين حصلت مظاهرات وبدأ التحضير لمسيرات في عدة مدن تونسية للمطالبة بتنحي محمد الغنوشي من رئاسة الدولة التي لم يتولاها سوى اقل من 24 ساعة. وخرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع قبل أن يتفرقوا نزولا عند طلب الجيش دون حادث يذكر عندما تم الإعلان عن تعيين رئيس البرلمان رئيسا للبلاد بالوكالة.

وجرت التظاهرات رغم فرض حالة الطوارئ في مدن مثل سيدي بوزيد والقصرين وقفصة والرقاب في جنوب ووسط وغرب البلاد. وبدأت الشرطة صباح السبت عزل قلب العاصمة التونسية بإغلاق الشوارع المؤدية إلى شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي الذي شهد الجمعة تظاهرات عارمة أدت إلى فرار الرئيس زين العابدين بن علي. وأقيمت حواجز حديدية في الطرق المؤدية إلى شارع بورقيبة مانعة السيارات القليلة والمارة من المرور.

وانتشرت دبابات وآليات مدرعة لنقل الجند في العاصمة واعتقل الجنود وقوات الأمن قبل الظهر العشرات من الأشخاص الذين كانوا ينهبون المحلات والمنازل واقتادوهم في شاحنات. وعثر على سيارات مسروقة تركت في الطرقات بينما حرقت محلات تجارية فخمة واستهدفت بشكل خاص ممتلكات عائلة بن علي وزوجته ليلى.

وشهدت عدة أحياء من ضواحي العاصمة ليلة رعب بسبب أعمال تخريب ونهب قامت بها عصابات ملثمين، بحسب شهادات سكان مذعورين نقلتها القنوات المحلية طوال الليل. وتعرض المركز التجاري الكبير "جيان" geant عند المدخل الشمالي للعاصمة التونسية، لعمليات نهب السبت غداة مهاجمته الجمعة.

وأشار بعض السكان إلى عناصر ميليشيات سابقة على علاقة بمقربين من الرئيس الفار زين العابدين بن علي وقال آخرون إنها من فعل مساجين حق عام فروا من مراكز اعتقالهم، واتهم البعض الآخر عناصر من الشرطة.

وأكد دبلوماسي فرنسي لفرانس برس انه شاهد احد أنصار الرئيس الفار يشارك في التعدي على السكان في تونس. وفي وسط شرق البلاد أعلن طبيب محلي عن مقتل ما لا يقل عن 42 سجينا في حريق شب السبت بسجن المنستير في اخطر حادث منذ اندلاع الاضطرابات منتصف كانون الاول/ديسمبر.

وشب الحريق عندما اضرم احد المساجين النار في فراشه وسط مرقد فيه تسعون سجينا خلال محاولة فرار تحولت الى ذعر بسبب اطلاق النار قرب السجن. ودعت فرنسا السبت "إلى الهدوء وإنهاء العنف" في تونس والى "انتخابات حرة في اقرب وقت"، كما أعلن الرئيس الفرنسي نكيولا ساركوزي في بيان عقب اجتماع وزاري في قصر الاليزيه.

وأعلن ساركوزي في بيان أن فرنسا اتخذت "إداريا الإجراءات الضرورية لتجميد كل التحويلات المالية المشبوهة التي تخص أرصدة تونسية في فرنسا".

الجيش الليبي.. مجاميع عاطلة وميزانية مهدرة



عبر تجارب مستعادة ودروس مستفادة أثبتت الجيوش التي تمشي على بطونها بمعنى أنها تحتاج كي تؤدي مهامها إلى التموين والمداد قدر احتياجها إلى العتاد بأنها كثيرا ما تتحول إلى عبء ثقيل على بلدانها عندما تصبح مجاميع عاطلة تستنزف الموارد الاقتصادية من مرتبات ونفقات ومعسكرات وتجهيزات دون أن تقدم بالمقابل سوى الروتين والانتظار الممل الذي يتحول مع الوقت إلى خمول وكسل وتعطل الكثير من الموارد البشرية القادرة على العمل والإنتاج والتطور الذاتي والوطني.
ولهذا يشهد العالم تماشيا مع هذه المعطيات التي لا يمكن تجاهلها موجة من تخفيض إعداد الجيوش المحترفة المتفرغة تقوم بها الدول بهدف تخفيف أعبائها وتطوير أدائها كما تتخلى تلك الدول تباعا عن أسلوب التجنيد الإجباري وما يسمى الخدمة الوطنية وخدمة العلم واتباع أسلوب الرغبة في الالتحاق بالجيش في تخصصاته المختلفة والتطوع الاختياري الذي يتيح تطبيق الشروط والمواصفات واختيار أفضل العناصر القادرة جسديا والمؤهلة علميا ليصبحوا ضباطا وجنودا في وحدات قتالية فاعلة تؤدي مهامها بنجاح.
جيش قوامه 130 ألف!!
تفعل ذلك حتى الدول الكبيرة مثل الولايات المتحدة الامريكية ذات التطلعات والممارسات الامبراطورية التوسعية. أما في بلادنا ليبيا فيحدث العكس حيث يزيد عدد المتفرغين للعمل في القوات المسلحة عن حاجات الدول ولا يتناسب إطلاقا مع سياستها الدفاعية ولا متطلباتها الامنية حيث تبلغ نسبة المنتمين إلى الجيش الليبي نحو 2% (أكثر من 130 ألف) من إجمالي عدد السكان ونحو 10% من القوى الفتية القادرة على العمل من الذكور وهذه من أعلى النسب في العالم وفق معيار التفرغ التام وليس خافيا الاثر السيئ لهذه الزيادة على الاقتصاد الوطني وقوة العمل المطلوب وجودها وانسيابها في قنواته وشرايينه.
وترتبط بمشكلة ارتفاع أعداد منتسبي القوات المسلحة الليبية من الجنود والرقباء والضباط مشاكل اخرى ذات طابع تقني وإداري من حيث كفاءة الأداء والقدرة على استيعاب تقنيات الحرب الحديثة والمتطورة باستمرار خاصية الحرب المتعلقة باستخدام التقنيات الإلكترونية المتقدمة وهو ما يزيده صعوبة نقص المخصصات المالية المخصصة للتدريب والتطوير والتجهيز لحساب مخصصات المرتبات والخدمات وكذلك تفاوت القدرة الاستيعابية بين العاملين تحت السلاح لتفاوت الخلفيات العلمية والمعرفية.
آلاف الهكتارات الضائعة
لقد استحوذت القوات المسلحة على آلاف الهكتارات حولتها على معسكرات وثكنات رغم عدم الحاجة إلى كثير منها لتتحول بعد ذلك وبفعل الفوضى والمحسوبية إلى مصادر ثراء لكثير من المتاجرين والحذاق حيث تصرفوا في الأصول والأراضي وفتحوا مسارات ودروب جديدة للفساد كان يجب أن يكون الجيش الوطني بعيدا عنها لو لا سيطرة الثقافة الانتهازية النفعية وتحويل الثراء إلى هدف وغاية في ظل اندحار قيم الولاء والتضحية امام زحف منطق المنفعة والغنيمة.
عقيدة الجيش؟
فتحت أي عقيدة يمكن ان يدافع هذا الجيش عن الوطن ويؤدي مهامه وواجباته المقدسة ويقدم الشهداء فداء للأرض وحماية للشرعية والاستقرار وهو يرى الكثير من قياداته التي كانت مضرب مثل في النزاهة والنظافة والاحترافية العالية تتحول إلى أصحاب اموال وكنوز وممتلكات واحتكارات ومن سيدرب هذا الجيش ويطور اداءه ومهاراته إذا كان كثير من ضباطه تجاوزوا السن التي تسمح لهم بالتعلم والاستيعاب والتطور كما ترهلوا وفقدوا لياقتهم بفعل البذخ وحياة الراحة.

مليارات ضائعة!
أكثر من 50 مليار دينار تم إنفاقها من الدخل الوطني وثروة المجتمع على القوات المسلحة وهو رقم ضخم يزيد ويكبر كل يوم. وللشعب أن يسأل ماذا كانت النتيجة وهل لنا أن نطمئن على جاهزية قواتنا المسلحة وقدرتها؟ وهل يمكن للجنة العامة المؤقتة للدفاع ان تضع الاستراتيجيات وترسم الخطط اللازمة للدفاع عن ليبيا وحمايتها أخذا بالعلوم الحديثة ووعيا بمعطيات الجغرافيا السياسية وحقائق الواقع ومتغيرات السياسة الدولية.
إن هذا الأمر ومع كامل الاحترام لأمين اللجنة العامة المؤقتة للدفاع وسائر الضباط الأحرار والقيادات العسكرية هو موضع شك وتساؤل وخشية فلن يستطيع المؤقت ان يخطط ويقود ويتطور حتى وان بقي مؤقتا ثلاثين عاما دون أن يجد صيغة حقيقية للاستقرار والديمومة وهذا ليس عيبا ففي كل دول العالم وزارات للدفاع أو للحرب وفي ليبيا الجماهيرية يجب أن توجد لجنة شعبية للدفاع الذي تتولى حقيبته عادة شخصيات سياسية مدنية وطنية محترمة.
لا نريد لقواتنا المسلحة ان تبقى مزدحمة العدد بلا طائل، مؤقتة القيادة بلا استقرار، موصومة بمظاهر وممارسات غير مشروعة مثل ما سبق ومارس المنحرفون من سرقة ونهب لأموال ومخصصات الأسرى والمفقودين والشهداء ولا ان تُستنزف موارد الاقتصاد ولا تنشر بواباتها وقبعاتها الحمراء على الطرق وفي المنافذ ولا ان تستمر في التجنيد الإلزامي فلا بد أن نواكب العالم كي نتقدم.

بعد اعتقال دام أياما.. الإفراج عن شاب ليبي دعا إلى احتجاج



أفرجت السلطات الليبية عن الشاب (الربيع المبروك المسطاري) البالغ من العمر 26 عاما بعد اعتقاله لمدة أسبوع، إثر دعوته على شبكة المعلومات الدولية إلى وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية.
وتعرض المسطاري الذي يعاني من تقرحات في المعدة وفقر حاد بالدم (أنيميا) إلى الاعتقال بعد أن نشر في منتديات ومواقع على الإنترنت دعوة إلى وقفة احتجاجية مطالبا فيها "بحياة كريمة تتوفر فيها فرص العمل"، حيث حدد مكان الوقفة في حديقة عامة تعرف بحديقة "فركاش" داخل مدينة البيضاء شرق ليبيا.
وانتقدت منظمة التضامن لحقوق الإنسان اعتقال المسطاري معتبرة ما قام به حقا أصيلا من حقوقه الأساسية التي أقرتها وضمنتها الشرعية الدولية إلا أن القوانين الليبية لا زالت تجرمها .

الثلاثاء، يناير ١٨، ٢٠١١

السيد حمدي يفوز بلقب هداف حوض النيل وسمير فرج أفضل لاعب


فاز السيد حمدي لاعب المنتخب المصري بكأس هداف دورة حوض النيل برصيد ستة أهداف بينما نال احمد سمير فرج كأس أفضل لاعب في البطولة.
ونال موتيبا حارس مرمى الكونغو، كأس افضل حارس في البطولة، بينما حصل منتخب الكونغو على كأس الروح الرياضية نظرا لحصوله على العدد الاقل من البطاقات.
وفيما يلي ترتيب الفرق وجوائزها:
المركز السابع: منتخب بوروندي – حصل على 50 الف دولار بالإضافة إلى مجموعة من الميداليات التذكارية.
المركز السادس: منتخب تنزانيا: حصل على 50 الف دولار بالإضافة إلى مجموعة من الميداليات التذكارية.
المركز الخامس: منتخب السودان – حصل على50 الف دولار بالإضافة إلى مجموعة من الميداليات التذكارية.
المركز الرابع: منتخب كينيا – حصل على 60 الف دولا بالإضافة إلى مجموعة من الميداليات التذكارية.
المركز الثالث: منتخب الكونغو: حصل على 100 الف دولار بالإضافة إلى الميداليات البرونزية.
المركز الثاني: منتخب أوغندا: حصل على 120 الف دولار بالإضافة إلى الميداليات الفضية.
المركز الأول: منتخب مصر: حصل على 150 الف دولار والميداليات الذهبية وكاس البطولة.

تغييرات واسعة في قيادات المؤسسات الصحفية القومية


أصدرت اللجنة العامة لمجلس الشورى، اليوم، عدة قرارات شملت حركة تغييرات وتعديلات واسعة في قيادات المؤسسات الصحفية القومية.

وشملت حركة التعديلات تعيين محمد بركات في منصب رئيس مجلس إدارة مؤسسة (أخبار اليوم) خلفًا للدكتور محمد عهدي فضلي، وتعيين ياسر رزق رئيس تحرير مجلة (الإذاعة والتليفزيون) السابق في منصب رئيس تحرير جريدة (الأخبار).

كما تمَّ تعيين مصطفى عبد الله رئيسًا لتحرير (أخبار الأدب)، ود. هشام مراد لرئاسة تحرير (الأهرام إبدو)، وامتدت التعديلات لتضم تعيين د. محمد عبد السلام الخبير الإستراتيجي بمركز (الأهرام) رئيسًا لتحرير (السياسة الدولية) بدلاً من د. أسامة الغزالي حرب.

كما قررت اللجنة التجديد لمدة عام لكلٍّ من الدكتور عبد المنعم سعيد رئيسًا لمجلس إدارة (الأهرام)، وأفكار الخرادلي لرئاسة تحرير مجلة (نصف الدنيا)، وعصام عبد المنعم رئيسًا لتحرير (الأهرام الرياضي)، ود. عبد العاطي محمد رئيسًا لتحرير (الأهرام العربي)، ولبيب السباعي رئيسًا لتحرير مجلة (الشباب).

وتم المد لمدة عام لكل من عادل عبد الصمد في رئاسة تحرير مجلة (الهلال)، وعبد الله حسن رئيسًا لمجلس إدارة (وكالة أنباء الشرق الأوسط)، ومحمد علي إبراهيم رئيسًا لتحرير (الجمهورية)، ومحمود صلاح رئيسًا لتحرير (أخبار الحوادث)، وعبد القادر شهيب رئيسًا لمجلس إدارة (دار الهلال)، وإسماعيل منتصر رئيسًا لمجلس إدارة (دار المعارف)، ومحمود بهجت رئيسًا لمجلس إدارة الشركة القومية للتوزيع.

حتى لا تُسرق ثورة تونس.. لمن تُسلَّم مفاتيح القلعة؟


بقلم م. فتحي شهاب الدين




يُحكى أن عقربًا أراد أن يعبر النهر من ضفةٍ إلى الضفة الأخرى، وحيث إنه لا يجيد السباحة فقد التمس العون من الضفدع وقال لها: هل تساعدينني على عبور النهر إلى الضفة الأخرى؟!



قالت الضفدع: ومَن يضمن لي ألا تلدغني ونحن في وسط النهر، قال العقرب: الضمان الوحيد هو أنني إذا لدغتك ستموتين أنت كما أموت أنا.



وسُحرت الضفدع بمنطق العقرب ووافقت على حمله على ظهرها، وعندما وصل الاثنان إلى منتصف النهر تحرَّك العقرب ولدغ الضفدع.. وعندما كان الاثنان يغرقان في النهر تطلَّعت الضفدع بعين دامعة إلى العقرب وسألته: لماذا فعلت ذلك؟! فأجابها: إنه الطبع، والطبع كما تعرفين غلاَّب.



ونستعيد هذه القصة الرمزية في هذا المقال، مع تعديل لطبيعة "العقارب" و"الضفادع"، فالعقارب الغدَّارة القاتلة هي التي تستخدم أو تستحمر "الضفادع الغبية" العميلة في جميع بقاع العالم، والتي تقبع تحت البردعة "الصهيوأمريكية"، لكنَّ العقارب في هذا المقال لا تغرق في معظم الأحوال، فهي عقارب برمائية ولها ريش أيضًا، إنها تستطيع أن تُغرق الضفادع ثم تعبر النهر أو المستنقع، سابحةً أو طائرةً، بعد أن تستنفد فترة الركوب محتفظة في ذنبها بسمٍّ يتجدد لتلدغ به مسلسل "الضفادع الغبية" في سلسلة الدائرة الجهنمية الصهيوأمريكية.



إن "العقرب" لدغ الضفدع" وهي في منتصف النهر؛ لا لشيء إلا أنه لم يعد يحتمل الانتظار مدة أطول!!! فغباء "الضفدع" كان في تجاهلها الحقيقة!.



وحقائق كثيرة تضيع في عالمنا العربي أو في شرقنا الأوسط حسب ما يسموننا، ولا يتعظ كثيرون من تكرار أحداث مماثلة بنفس الأنماط ونفس الحالات وقد خلت من قبلهم المثلات!!.



فإلى أبناء تونس "الخضراء" وجزائر "المليون شهيد" نحذرهم في هذا المقال من مغبَّة استفراد واستحواذ المجموعة العلمانية بالحكم عن طريق الخديعة والالتفاف، نحذِّرهم من لابسي الأقنعة الثورية والتي يخفون وراءها العلاقة الوثيقة مع الأمريكان والصهاينة، نحذِّرهم أيضًا من استبعاد الإسلاميين من أبناء الوطن؛ بحجَّة أن الغرب لا يسمح بذلك، فهذا حقٌّ يُراد به باطل، والوطن يحتاج الجميع، وهذه فرصة لجمع أبناء الوطن ولمِّ شمل الفرقاء، فالسفينة لن تسير إلا بالجميع.



وليأذن لي القارئ أن نتجول في سياحة قصيرة لما حدث لـ"تونس" التي تم أسرها- كغيرها- من البلاد العربية، من دولة الخلافة بعد الحرب العالمية الأولى؛ لتنشأ في أحضان العلمانية والماسون والصهاينة.



ومن كاميرا الفيلسوف المسلم "مالك بن نبي" ننقل هذه الصورة التي توضح كيفية إعداد "بورقبيه" عضو المحفل الماسوني الفرنسي "الشرق الكبير" منذ أن كان طالبًا يدرس في باريس كزعيم ولحزبه كمؤسسة تتولى توجيه البلاد على أسس من اللادينية والتغريب، "فحدث على إثر عودة الطلبة التونسيين ارتفاع في درجة الإضراب السياسي بتونس؛ كان نتيجته أن الشيخ "الثعالبي" احتفظ بقيادة حزب الدستور وتولى "بورقيبة" أمر جناح الحركة الوطنية تحت اسم "الدستور الجديد".



وعندما أصبحت تونس على وشك الاستقلال كان على فرنسا الاختيار بين "بورقيبة" والشيخ "الثعالبي" كي تسلمه مفاتيح القلعة، وحيث إن الثاني كان سيرفع راية الإسلام والأول كان سيجعلها قلعةً علمانية، فكان أن تم تسليم المفاتيح إلى الحزب العلماني، وضاع جهاد العلماء على مدى ربع قرن من الجهاد والاستعداد.



وقصة تونس بعد ذلك مع "بورقيبة" أو "المجاهد الأكبر" معروفة للجميع، وما فعله بالإسلام والمسلمين غير خافٍ على أحد، واستمر "بورقيبة" في حكم تونس للدرجة التي كان يبول فيها على نفسه وقد اقترب من التسعين، فكان أن صدرت الأوامر من فرنسا لتسليم مفاتيح القلعة لـ"بن علي" وزير الداخلية آن ذاك.



وفي الجزائر كانت الحركة الإسلامية على أشدِّها بقيادة الشيخ العالم "بن باديس"، وهي التي استخلصت "الذات" الجزائرية من "مغارة" المعدة الفرنسية التي أوشكت على هضم كل مقومات الوجود الجزائري على مدى مائة واثنين وثلاثين عامًا، وحين أوشكت الجزائر على نيل استقلالها، وحان وقت تسليم المفاتيح كان الاتجاه "لفرحات عباس" الماسوني، رئيس اتحادية النواب، والذي كتب مقالاً في جريدة "اتحادية النواب" بعنوان "أنا فرنسا" هكذا في عري صريح!!؛ أي "أنا فرنسا" الفكر والذوق والوجدان والتوجهات والانتماء.



وتقوم بعد ذلك جمهورية "بن بيلا"، وكان أول عمل قام به هو حلُّ "جبهة العلماء" ثم ينقلب عليه وزير دفاعه "هواري بومدين" عام 1965م، ويتولى السلطة، والغريب أن يكون آخر ما قرأه وهو على فراش الموت رسائل اليهودي "هنري كوريل" مؤسس الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو) في مصر!!.



ثم يتولى "الشاذلي بن جديد" الحكم عام 1982م، وكان آخر حديث له هو تصريحه لمندوب إذاعة صوت أمريكا في 12 أبريل 1985م: "إن الأصولية الإسلامية ليست مطروحةً الآن في الجزائر"!!، وهكذا سُرقت ثورة المليون شهيد.



فإلى إخوتنا في تونس "الخضراء".. انتبهوا جيدًا للعقرب الصهيوني الأمريكي الذي ينتظر على أحرّ من الجمر؛ أن يوسِّد الأمر لتلاميذه وأبنائه الذين ربَّاهم على مدى عشرات السنين، فيسرق بذلك ثورتكم ويضيِّع جهادكم.. ﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)﴾ (محمد)

كلاكيت ثانى مره.. محاولة انتحار ثالثة خلال يومين بسبب البطالة


للمرَّة الثالثة خلال يومين متتاليين وبسبب البطالة، حاول مواطن مصري إشعالَ النار في نفسه أمام مجلس الشعب (البرلمان)، صباح الثلاثاء.
وقالت مصادر أمنية لوكالة "رويترز": إنّ مواطنًا يُدْعَى محمد فاروق محمد حسن، محامٍ، في العقد الخامس من عمره، من منطقة السيدة زينب، سكب البنزين على نفسه أمام مجلس الشعب (البرلمان)، محاولاً إشعال النار في جسده، إلا أن المواطنين سارعوا إليه ومنعوه من محاولة الانتحار.
يُذكَر أن مواطنًا مصريًا يدعى عبده عبد المنعم حماده، قام الاثنين، بإشعال النار في نفسه، أمام مجلس الشعب، احتجاجًا على خفض نصيبه من الخبز المدعم.
وفي الإسكندرية، أشعل أحمد هاشم السيد "25 سنة" النار في جسده فوق سطح منزله بمنطقة خورشيد بمحافظة الإسكندرية بعدما فشل في إيجاد فرصة عمل مناسبة لكي يحقق حياةً كريمةً لنفسه.
النيران في نفسه مُقْدِمًا على الانتحار بمنطقة خورشيد بسطح العقار، الأمر الذي أدّى لحالة من الفزع بين سكان بعض العقارات المجاورة الذين تصادف وقوفهم بشرفات منازلهم وشاهدوه، وقاموا بإبلاغ الإسعاف على الفور.
وأكد هاشم "والد الشاب المحترق" بأن ابنه لا يعاني من أية اضطرابات نفسية؛ ولكن مع ضغوط الحياة وكثرة الديون وعدم إيجاده فرصة عمل مناسبة هو الدافع الأساسي وراء محاولة انتحاره.
وقالت مصادر أمنية: إنّ سبب إقدام الشاب على الانتحار هو عدم حصوله على عمل حتى الآن.وتأتِي هذه الحوادث، بحسب مراقبين، تأسيًا لما فعله الشاب التونسي محمد البوعزيزي، والذي أدّى إحراق نفسه لإشعال ثورة شعبية ضد نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، مما أدّى لفراره خارج البلاد وإسقاط نظامه، وتتخوف دوائر مصرية من تكرار الأمر بمصر خاصة مع تزايد الغضب الشعبي جراء سياسات الحكومة الحالية وارتفاع مستوى البطالة مع الغلاء الرهيب في الأسعار.

الاثنين، يناير ١٧، ٢٠١١

د. فريد إسماعيل : اختياري في البرلمان الشعبي مسئولية ودليل علي الأداء القوي


أكد د. فريد إسماعيل نائب فاقوس الشرعي في حديث للشرقية أون لاين أن اختياره ضمن نواب البرلمان الشعبي هو مسئولية كبيرة يحملها علي عاتقه ، وأوضح أن الإخوان المسلمين أصحاب رسالة ودعوة قاموا بتأدية رسالة مهمة في برلمان 2005 تشهد علي ذلك مضابط مجلس الشعب من نشاط وتفاعل وكشف قضايا الفساد ، وهذا ما يجعل النظام الغاشم يقوم بتزوير الانتخابات وإقصاء متعمد للإخوان والمعارضة ، فكان لابد من وجود كيان لتوصيل كلمة الشعب فكان إنشاء البرلماني الشعبي .
وأشار د. فريد إلي أنه ونواب الإخوان مستمرون في التواصل مع كافة طوائف الشعب وحمل قضاياه المصيرية وأن هذا البرلمان سيكون له دور متميز في المرحلة المقبلة وسيتم توصيل رسالة البرلمان التشريعية والرقابية من خلال جميع وسائل الإعلام والاتصال الحديثة .
وقال أننا سنستكمل ما بدأناه من 5 سنوات من كشف للفساد والاهتمام بقضايا التعليم والصحة والاهتمام بالدور التشريعي والرقابي والخدمي .وتوقع د. فريد أن الأيام القادمة ستشهد دورا كبيرا للشعب خصوصا بعد أحداث تونس حيث علم الجميع أن الشعوب هي الباقية والأنظمة إلي زوال وأن الأمل كبير في الإصلاح.

إبراهيم عيسى يكتب: الإجابة تونس



شكرا للشعب التونسي العظيم فقد أثبت للعالم كله أن الشعوب العربية لم تمت

أثبت أن الشعوب العربية لم تفقد النخوة ولا الكرامة ولا الكبرياء

أثبت للحكام القتلة الذين استباحوا دماء شعوبهم فيقتلون معارضين ومناهضين بأحكام قضائهم غير النزيه ويقهرون بقوانين الطوارئ أبناء الأمة ويعذبون مواطنيهم في أقسام الشرطة والسجون ويزورون الانتخابات ويمددون فى حكمهم مدى الحياة ويسعون لتوريث عروشهم لأبنائهم وأبناء زوجاتهم، أثبت لهم أنهم أضعف من جناح ذبابة رغم طغيانهم واستبدادهم!

لا زين العابدين ولا مبارك ولا البشير ولا بوتفليقة ولا القذافى ولا صالح يقدمون أى شيئ لأوطانهم وبلادهم إلا طغيان حكوماتهم وبقوانين الطوارئ وجحافل الأمن المركزى وبالبوليس وامن الدولة وتزوير الانتخابات

لا أحد يريدهم ولا يحبهم ولا يؤيدهم

بل أى ضمير مواطن عربى فى أى دولة من هذه الدول والدليل تونس والمثل تونس والنموذج تونس يرفض رئيسه الطاغية الأبدى المتشبث بالحكم المتمسك بالكرسى الملزوق على المقعد والذى يحكم بلاعدل أو عدالة ولا قانون ولا حرية

أثبت الشعب التونسى ان الشعوب العربية مستعدة فى لحظة كى تنفجر بالغضب كى تنطلق بالحمم كى تهب بالثورة كى تنتفض بالتغيير، لا صمتها رضا ولا سكوتها خضوع ولا هدوؤها استسلام

أثبت الشعب التونسى للأمريكان ولأمريكا أن حكامها المستبدين الفسدة الذين وضعتهم علي مقاعد الحكم في الجمهوريات العربية لن يحموا مصالحها للأبد وأن مصيرهم مثل شاه إيران حتى لو طال بقاؤهم حتى لو اشتغلوا خدامين لأمريكا وإسرائيل ومتآمرين على العروبة والمقاومة!

أمريكا لن تحمى هؤلاء الجالسين الماكثين الكابسين على الحكم فى الدول العربية ولن تستطيع لا حمايتهم ولا حماية مصالحها من غضبة شعب يرفض الاستبداد ويضج بالديكتاتورية!

أثبت الشعب التونسى أن أحزاب المعارضة التى يشكلها الرئيس التونسى أو المصرى أو الجزائرى أو السورى ويربيها فى الجنينة داخل بيته يأمرها كالكلاب التعسة والقطط الأليفة أن ترقص تحت قدميه فترقص لن تخدمه ولن تسانده ولن تحميه ولن تقف معه ولن تدافع عنه بل سيدوسها المعارضون الحقيقيون والمحتجون الصادقون بالأحذية حين يدوسون الطغيان وأعوانه والطغيان وعرائسه الخشبية

أثبت الشعب التونسى أن التيارات الإسلامية فى الدول العربية أكثر عجزا من أن تقف إلى جانب الشعب وأنها مجرد وهم كبير يستخدمه كل حاكم مستبد كى يفزع حكام وحكومات الغرب وساعة الحقيقة لا سلفيين ولا اخوان ولا جماعات بل هم فرق حلقية مغلقة لا تتصل بغير أعضائها ولا تعرف التواصل والاتصال بالناس بل كل مطالبها التى ترفعها هى مطالب ذات شعارات دينية لا علاقة لها بواقع الاضطهاد السياسى والاقتصادي!

أثبت الشعب التونسى أن الغرب منافق وآفاق واستعمارى لا تهمه دماء العشرات المراقة فى شوارع تونس بينما ينتفض من أجل جرح اصبع معارض فى إيران، لا يهتز أمام تزوير فاجر للانتخابات فى مصر بينما يدين اتهامات بالتلاعب فى انتخابات ايران، يتواطأ مع خدامى واشنطن وباريس وتل أبيب ضد شعوبهم بل يتجاوزون عن جنون تصريحات مواقف الرئيس السودانى لأنه منحهم انفصالا يريدونه لدولة جنوبية

أثبت الشعب التونسى ان التغيير قادم ليكتسح الوطن العربى ويكسح طغاة واشنطن وإسرائيل فى الجمهوريات العربية!

أبو الغيط: التوقعات بامتداد ثورة تونس الى دول عربية أخرى 'كلام فارغ'


استبعد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط امس الأحد امتداد الثورة التي شهدتها تونس الى دول عربية أخرى. وقال أبو الغيط في تصريح للصحافيين ان مخاوف البعض من امتداد ما يجري على الأرض في تونس الى دول عربية أخرى 'كلام فارغ'.وأضاف 'هؤلاء الذين يتصورون أوهاما ويحاولون صب الزيت وتأجيج الموقف لن يحققوا أهدافهم والضرر سيلحق بهم أنفسهم'. وأشار الى أن هناك بعض القنوات الفضائية تسعى لإلهاب المجتمعات العربية وتحطيمها وللأسف كلها فضائيات غربية أو غربية الميول.واستبعد أبو الغيط ان تصدر القمة الاقتصادية العربية، المنعقدة في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر الأربعاء، قرارا بشأن تونس، قائلا 'أشك'.واستدرك بالقول 'لكن إذا رغبت القمة في تناول الأمر التونسي فليكن.. وعموما فإن إرادة الشعب التونسي هي العنصر الأهم في هذا الخصوص'. وأكد أبو الغيط ان 'لا أحد يقاوم إرادة هذا الشعب ولكن الشعب التونسي سوف يسأل أيضا عن هذا الوضع في المستقبل'. وأعرب عن اعتقاده في أن 'الخير سيأتي الى تونس مهما كانت التحديات'.

الأربعاء، يناير ١٢، ٢٠١١

مصر تتراجع للمركز العاشر فى تصنيف "الفيفا" وأسبانيا في المقدمة


تراجع المنتخب المصرى للمركز العاشر فى التصنيف الشهرى للاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا)، عن شهر يناير الجارى.

تأخر منتخب الفراعنة مركزا واحدا عن تصنيف شهر ديسمبر الماضى الذى احتل فيه المركز التاسع، والذى انتزعه المنتخب الكرواتى فى التصنيف الحالى.

حافظ المنتخب المصرى على صدارته للمنتخبات العربية، يليه منتخب الجزائر الذى حافظ على مركزه الثانى عربياً، رغم تراجعه إلى المركز (36) عالمياً، وجاء المنتخب التونسى فى المركز الثالث، وتقدم مركزين عالمياً (44)، والمنتخب الليبى فى المركز الرابع (71) عالمياً، والمنتخب المغربى خامساً (77) عالمياً.

حافظ أيضاً الفراعنة على صدارة المنتخبات الإفريقية واحتل المنتخب الغانى المركز الثانى أفريقيا (16) عالمياً، وكوت ديفوار ثالثاً (21) عالمياً، والمنتخب النيجيرى رابعاً (32) عالمياً، بينما جاء المنتخب الجزائرى فى المركز الخامس.

فيما يلى أفضل 5 منتخبات فى العالم فى يناير:

1- أسبانيا
2- هولندا
3- ألمانيا
4- البرازيل
5- الأرجنتين

أفضل 5 منتخبات عربية :

1- مصر
2- الجزائر
3- تونس
4- ليبيا
5- المغرب

أفضل 5 منتخبات أفريقية

1- مصر
2- غانا
3- كوت ديفوار
4- نيجيريا
5- الجزائر