بقلم: د. علاء صادق
اللقب كان الثالث على التوالى، وهو إنجاز غير مسبوق لأى فريق فى التاريخ.. وكلها مع نفس الجهاز الفنى بقيادة حسن شحاته ومع العمود الفقرى من اللاعبين بقيادة أحمد حسن.
وهو أيضا اللقب السابع لمصر فى المجموع، ويمثل إنجازا غير مسبوق أيضا لأى منتخب آخر فى القارة.
وحقق الفراعنة الفوز فى كل مبارياتهم السبع باقتدار، بداية بنيجيريا وبنين وموزمبيق فى الدور الأول.. ومرورا بالكاميرون والجزائر وغانا فى الأدوار النهائية.. وسجل منتخب مصر رقما قياسيا فى عدد المباريات المتتالية بلا أى هزيمة فى نهائيات كأس الأمم عبر 19 مباراة منذ لقائهم الأخير فى بطولة تونس 2004، وحتى الفوز على غانا فى نهائى 2010.. ولولا الهدف الذى جاء بالخطأ من رأس القائد أحمد حسن أمام الكاميرون لأمضى الفراعنة خمس مباريات متتالية بلا أى هدف فى شباكهم.
كل ما تحقق فى كأس أمم أفريقيا 2010 فى أنجولا كان إنجازا ويمثل فى مجموعه إعجازا رياضيا حقيقيا.
ولكن كل ما جاء من منتخب مصر بعد تلك البطولة يمثل علامة استفهام ضخمة حول قدرات الفريق الرائع، ومدى قدرته على إكمال مشواره فى صدارة القارة.. ولأننا لانبحث عن جلد الذات، أو تعذيب النفس، أو نبش القبور، أو التفتيش فقط عن السلبيات هيا إلى لغة الأرقام.. وهى لا تكذب.
فى 31 يناير 2010 كان فوز مصر على غانا فى نهائى أفريقيا.
وبعدها لعب الفراعنة 6 مباريات فقط خلال 11 شهرا من فبراير إلى ديسمبر 2010، بواقع يقترب من مباراة لكل شهرين.. كان بينها أربع مباريات ودية متباينة القوة، ومباراتان رسميتان.
على الصعيد الودى خسر الفراعنة على استاد ويمبلى من انجلترا 3-1 فى شهر مارس.. وفازوا على الكونغو 6-3.. وعلى استراليا صفر 3- فى القاهرة فى شهرى أغسطس ونوفمبر.. وأخيرا خسروا فى الدوحة أمام قطر -1 2.
وعلى الصعيد الرسمى تعادل الفراعنة فى القاهرة 1-1 مع سيراليون فى شهر أغسطس، وخسروا فى نيامى أمام النيجر 1 - صفر فى شهر أكتوبر.. والمباراتان فى التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الأفريقية المقبلة 2012 فى غينيا الاستوائية والجابون.
لا خلاف أن منتخبى إنجلترا وأستراليا من المنتخبات المتقدمة فى عالم كرة القدم، ولكنهما ليسا فى أحسن حالاتهما خلال عام 2010.. وكان اجتياز إنجلترا للدور الأول فى كأس العالم الأخيرة فى جنوب أفريقيا صعبا للغاية بعد تعادلين فى الدور الأول مع الولايات المتحدة والجزائر.. وسقطت سقوطا مروعا أمام ألمانيا برباعية فى الدور الثانى.. وأستراليا تعيش فترة أصعب وخرجت باكرا من الدور الأول فى كأس العالم برصيد سلبى مفجع فى فارق الأهداف.
ولكن الكونغو وقطر لا يمثلان أى مكان فى كرة القدم المتقدمة خلال الفترة الأخيرة وخرجت قطر من الدور الأول قبل أيام قليلة فى كأس الخليج فى اليمن.. والكونغو فشلت فى التأهل للأمم الأفريقية عبر الدورتين الماضيتين.
إذن.. مصر لعبت وديا مع دولتين قويتين، ولكنهما خارج المستوى، ومع دولتين أقل قوة.. ولم يفز الفراعنة إلا فى القاهرة وخسروا مباراتيهما خارج الحدود.
وعلى الصعيد الرسمى.. الأمر أمرّ أى أكثر مرارة!!
مباراتان رسميتان مع اثنتين من أضعف دول العالم، وليستا الأضعف فى أفريقيا فقط.. ولكن بلا أى فوز.. ونتساءل.. متى إذن نفوز؟
التعادل فى القاهرة مع سيراليون 1-1 خيبة أمل كبيرة، خاصة أننا لم نكن مظلومين تحكيميا، ولا أمام حظ سيئ.. بل بالعكس نلنا حقنا وأكثر تحكيميا كما أن الحظ وقف معنا فى الخروج بالتعادل.
وفى نيامى كان السقوط مروعا ومفجعا أمام منتخب النيجر الذى لا يمثل أدنى قوة أو أى خطر على كل منافسيه فى البطولات القارية.. خسرنا بهدف نظيف، وابتسمت لنا الأقدار بوقوف النتيجة عند ذلك الرقم مع تألق لافت للحارس عصام الحضرى.
وبات موقف الفراعنة صعبا وحرجا فى التصفيات مع مخاوف من عدم القدرة على التأهل.. وهو ما يمكن أن يحول إعجاز الفراعنة فى 2010 إلى فضيحة فى 2012، ليكونوا أول منتخب فى تاريخ المسابقة يفشل فى الدفاع عن لقبه بالخروج من التصفيات.
هذا هو الموقف بالأرقام بعيدا عن الآراء ووجهات النظر.
أين الخلل ؟ وما هو العلاج ؟
جزء كبير من الخلل يتمثل فى غياب مجموعة من أبرز النجوم سواء للإصابات أو الخلافات أو عدم الالتزام.
وعلى رأسهم حسنى عبدربه، ومحمد زيدان، وأحمد حسن، وسيد معوض للاصابات.. وعماد متعب لخلافات زرعها لنفسه.. وعمرو زكى، وشيكابالا لتمرد متكرر على المنتخب.
ولكن بقية الخلل يعود على الجهاز الفنى واللاعبين أنفسهم.
وهناك حالة من عدم التركيز أو الغرور تعصف بالجميع فى أعقاب الإعجاز الأفريقى غير المسبوق.. ورغم صعوبة الموقف رسميا، وحالة النقد الحاد أحيانا إلا أن الجميع لم يخرج حتى الآن من حالتى عدم التركيز والغرور بالنتائج السابقة.
ولنا موعد قريب مع طرق وأساليب العلاج.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق